هذا التقرير يغطي شهر يونيو 2024
𝒁𝒂𝒊𝒏 | 𒍣𒀭 | زين العابدين العكيدي
@deirezzore
واصل نشاط تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» بذات المعدل الوسطي بالهجمات التي ينفذها ضد قوات نظام الأسد في البادية خلال هذا الشهر رغم الحملة العسكرية التي تتفذها قوات النظام منذ بداية يونيو، وكذلك بالهجمات التي ينفذها ضد ميليشيا «قسد» في مناطق مناطق الجزيرة، وفي هذا التقرير سنتطرق لأبرز أحداث البادية.
بيانياً يحافظ داعش على ذات النسق بعدد الهجمات مقارنةً بالشهور الخمسة الماضية، وربما نسير نحو الإنخفاض والذي بدأ في الأسبوعين الأخيرين من يونيو، وسيتواصل غالباً كما هو معتاد في وسط العام، بحيث تكون الشهور الأولى من كل عام ذات نشاط كبير لداعش كونها تحفل بموسم الكمأة والذي تزداد فيه هجمات «التنظيم»، ويعود السبب الرئيسي في قلة نشاط التنظيم خلال شهر يونيو بسبب الحملة العسكرية الكبيرة والتي ينفذها جيش النظام في البادية منذ أواخر مايو الماضي بدعم جوي روسي، وهذه الحملة هي الأكبر منذ حملة العام 2021 الشهيرة، لكن الفرق هنا هو عدد قتلى قوات النظام الكبير في يونيو والذي تجاوز حصيلة شهر مايو، بحيث كانت كمائن داعش أكثر جدوى كونه يدافع في معاقله الرئيسية في البادية ضد حشود النظام، وخلال شهر يونيو نفذَ «داعش» (29) هجوماً مع كمائن العبوات والألغام ضد قوات نظام الأسد وميليشيا الحرس الثوري الإيراني من بينها (13) هجوماً مؤثراً ذو فاعلية "وهي الهجمات الكبيرة المنسقة"، أي أقل من شهر مايو، وخسرت قوات النظام (93) قتيلاً ومُصاباً، عدد القتلى منهم كان (52) قُتلوا بهجمات مسلحة للتنظيم وبعبوات ناسفة في البادية "يقف خلفها «داعش» غالباً من بين القتلى ثلاثة ضباط كبار [ جنرالات ]، هناك (5) عمليات تفجير لعبوات ناسفة وألغام استهدفت قوات نظام الأسد.
أبرز قتلى قوات نظام الأسد المُعلن عنهم في البادية
لدينا كذلك هجومين في قلب مناطق سيطرة النظام، داخل الحزام الحضري، أحد الهجمات في غرب دير الزور ولم يتبناه أحد، وهناك هجوم في شرقي الرقة وتبناه تنظيم داعش وهو أول هجوم يتبناه التنظيم في معاقل النظام منذ حوالي شهرين، لدينا كذلك (41) مُصاباً عسكرياً، كما تمكن «داعش» من إعطاب مركبة لقوات النظام في شرقي الرقة عبر صاروخ ATGM وهذا حدث لافت كون التنظيم بات يكرر استخدام الصواريخ المضادة للدروع للشهر الثالث توالياً، كما أستولى «داعش» على مركبة رباعية الدفع للحرس الثوري في بادية البوكمال، ولدينا (7) قتلى مؤكدين من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية، كذلك عاد «داعش» مجدداً لشن هجمات ضد رعاة الأغنام في بادية حمص والرقة هناك (3) هجمات طالت رعاة أغنام، وحدث كذلك أشتباكات بين مسلحي «داعش» وبين أبناء القبائل في جب الجراح شرق حمص، وتحدثت مصادر من قوات النظام عن فقدان (15) عسكرياً من قوات نظام الأسد بحكم المفقودين لليوم في بادية حمص، غالبيتهم في وادي الضبيات، هذه المنطقة تعتبر أحد معاقل «داعش» التقليدية والتي لم تدخلها قوات نظام الأسد منذ 2019، وتوزعت الهجمات والعبوات الناسفة كالتالي :
كالعادة محافظة حمص في الصدارة بــ (17) هجوماً، تلتها الرقة بــ (07) هجمات وهذا تصاعد لافت في الرصافة، ثم تأتي دير الزور بــ(03) هجمات، ثم حماة بهجومين (02)، وهناك عملية وحيدة نفذها مجهولون في شرق محافظة حلب على طريق كويرس لم يتبناها أحد قُتل فيها ضابطين من جيش النظام متعاقدان مع البحوث العلمية، ولازالت ملابسات مقتلهما غامضة، يوجد كذلك (6) مدنيين قتلوا واصيبوا برصاص «داعش»، وهناك (3) مدنيين قتلتهم الألغام في البادية وهم من رعاة الأغنام.
هنا سرد لجميع أحداث شهر مايو المتعلقة بالبادية ومناطق سيطرة النظام في شرق سوريا:
بتاريخ (03) يونيو وصلت حشود من قوات نظام الأسد لمحيط جبل العمور شرقي حمص، وسط غارات جوية روسية طالت عدة مناطق من الجبل ومحيطه، معلنين بدء الحملة العسكرية ضد «داعش» في البادية الشامية والتي تسمى بحملة "شريان الحياة".
أستهل تنظيم الدولة «داعش» شهر يونيو بأول هجوم مُسلح له في (04) من ذلك الشهر، حيث هاجمت مجموعات من تنظيم الدولة ثكنة لقوات نظام الأسد في منطقة العباسية جنوب تدمر، الهجوم وقع قرب الطريق بين العباسية ومدينة تدمر، قُتل فيه عنصران من قوات النظام وأصيب جندي ثالث، عُرف من القتلى ضابط يُدعى "سليمان ياسين سليمان" ينحدر من طرطوس، كما شنت الطائرات الحربية الروسية غارات جوية على المنطقة المذكورة بعد الهجوم.
وبتاريخ 06 يونيو الخميس، هاجمت مجموعة من عناصر تنظيم الدولة «داعش» رعاة أغنام في جنوب منطقة "جُب الجراح" شرقي حمص، الهجوم حصل في منطقة «أبو إيلية» واستهدف تجمعاً لرعاة الأغنام من قبيلتي بني خالد والسخاني، وقُتل في الهجوم (6) أشخاص منهم راعيي غنم و (4) عسكريين كانوا قرب الموقع المستهد، حيث حاولوا مطاردة عناصر «داعش» الذين سرقوا عدداً من الأغنام وقتلوا العشرات قبيل الإنسحاب، ليقع عناصر النظام في كمين للتنظيم، وهنا بيانات الضحايا التي وصلت بحسب مصادر :
جاسم الشتواني ( راعي ) 📸
عبد الله طلال الخليفة ( راعي )
•علي عبد الحميد الجاوويش (عسكري )
•أحمد والي والجدوع (عسكري )
•ابراهيم احمد قصاب (عسكري )
• عسكري (رابع) لم يصل أسمه
جاسم الشتواني [ راعي أغنام قتله «داعش» ]
الأغنام تعود ملكيتها للمدني هويدي الحسن العلي من قبيلة السخاني، وهذا هو الهجوم الأول منذ شهر ونصف تقريبا بعد غياب هكذا نوع من الهجمات خلال الشهر الماضي مايو، أخر هجوم مُسلح طال رعاة أغنام كان بتاريخ 14 أبريل 2024، حينها هاجمت مجموعة من تنظيم الدولة «داعش» تجمعاً لــ رعاة الأغنام في نفس هذا المكان تقريباً، وسرقوا ما يقارب الــ 130 رأس من الأغنام، وذلك أثناء رعيهم في قرية «جّباب حمد» بريف حمص الشرقي، وسبق لتنظيم داعش أن هدد الرعاة وجامعي الكمأة غير مرة.
بعدها بيوم تمكنت مجموعات مسلحة من أبناء قبيلة بني خالد مع بدو العمُور والسخاني وبالتعاون مع مجموعات من قوات النظام، من قتل عنصرين من تنظيم الدولة «داعش» جنوب منطقة «جُب الجراح» شرق حمص، وذلك بعد ملاحقتهم عقب الهجوم الذي شنه عناصر «داعش» وأحتفى أبناء القبائل بالعملية وأستعرضوا جثث مسلحي «داعش» في قراهم.
اللافت في هجمات تنظيم الدولة ضد رعاة الأغنام وجامعي الكمأة خلال السنوات الماضية، وخلال سؤالي لعدد من الناجين من هجمات التنظيم، هو أجماعهم على ذكر جزئية : "أن عناصر «داعش» نفذوا الهجوم وهم على متن دراجات نارية جبلية"، السؤال من أين حصلوا على هكذا آليات في البادية !وأعتقد أنها نادرة في بريف حمص الشرقي، وتنعدم في دير الزور، وقد تأكدت أنها لاتباع هناك، الطريق الوحيد بالغالب والمصدر لها هو العراق بتصوري.
📸 الصورة أعلاه لمقاتل من قبيلة العمُور يقود دراجة نارية كان يستقلها عنصر من «داعش» بعد ملاحقتهم له جنوب جب الجراح شرق حمص، غالباً هي غنائم حصل عليها مقاتلو التنظيم من ميليشيا «الحشد الشعبي» العراقية، والتي تستخدم هذه الدراجات بعملياتها في البادية، عدا ذلك فهي تتوفر في أسواق كركوك والأخيرة تشهد تواجداً جيداً للتنظيم في جنوبها، ومهمة الدخول لبادية سوريا من العراق أسهل في تلك الفترة.
لاحقاً وبعدها بأيام وفي عملية إنتقامية هاجم مسلحون من «داعش» يستقلون دراجات نارية، رعاة أغنام من قبيلة الفواعرة، في منطقة "فرحة الخلاوين" شرقي حمص (15) يونيو، حيث أُصِيب (3) رُعاة أصابات أثنين منهم خطيرة، كما أحرق مسلحو «داعش» سيارتين ومنزلين وقتلوا حوالي 100 رأس غنم ثم غادروا المنطقة.
مدني من رعاة الأغنام من ضحايا هجوم داعش
اللافت في هذا موقع الهجوم أنه وقع قرب اوتستراد تدمر - حمص بمسافة 1.5 ڪم، وهذه أقرب نقطة يصل إليها مسلحي «داعش» منذ مدة طويلة قرب هذا الطريق الذي يعتبر محمياً بشكل جيد نظراً لكثافة نقاط جيش النظام هناك.
هذا هو الهجوم الثاني لمسلحي «داعش» شرقي حمص والذي يطال رعاة أغنام خلال يونيو، العملية إنتقامية كما قلت وجاءت رداً على قيام مقاتلين قبليين بقتل عنصرين من «داعش» وأستعراض جثتيهما.
لاحقاً في (11) يونيو، إصيب راعي أغنام إثر انفجار لغم أرضي به شمال منطقة القريتين في الريف الشرقي لحمص.
كانت منطقة جُب الجراح شرق حمص هي المحور الأسخن في غالبية شهر يونيو، حيث شهدَ فجر يوم الجمعة 07 يونيو ثلاثة هجمات متزامنة نفذها «داعش» استهدفت نقاط جيش النظام في مناطق "منوّخ" و "أبو ايليه" و "جبّاب حمد"، قُتل فيها عنصران من جيش النظام من مرتبات الفرقة (11) وهما :
•قيس جعيداني
•مصطفى القويدر
وفي ذلك اليوم قتل (3) عسكريين من ميليشيا لواء «القدس» وإصيب عنصر رابع بكمين لداعش في جبال العمُور شرق حمص والقتلى هم:
•محمد عبد الله الرحيل
•محمد فوزي الشعار
• أحمد عبد الرزاق بركات
كما قُتل عسكري من ميليشيا «درع الأسد»، بإنفجار لغم شمال منطقة التياس، شرقي تدمر في ذلك اليوم إيضاً 07 يونيو.
في يوم (09) يونيو قُتل جنديان من مرتبات الفرقة (25) مهام خاصة - بكمين لعناصر تنظيم الدولة «داعش» في جنوب الضبيات أثناء عمليات نزع الألغام.
عثرَ أهالي مخيم الركبان على جثة الشاب "محمود احمد العبد الله " من مهجري بلدة مهين بريف حمص الشرقي والذي قتل نتيجة إنفجار لغم أرضي به على أطراف المنطقة الــ 55 كم، الشاب راعي أغنام، هذه المنطقة تعج بالألغام وعبارة عن خط نار بين (3) قوى " المعارضة، النظام، داعش".
وخلال حملة قوات النظام الجارية في البادية، دارت اشتباڪات بين قوات نظام الأسد و تنظيم الدولة «داعش» مساء يوم () وذلك جنوب شرق توينان شمال تدمر، وفي الصباح انسحب عناصر داعش.
حملة النظام هذه أدت لتدمير انفاق كثيرة كان يستخدمها «داعش» ويبدو أنها ستؤثر بشكل ما على نشاط «داعش» مستقبلاً، ولو بشكل مؤقت.
الحدث الأبرز خلال الحملة كان توغل مجموعات من الجيش جنوب حقل الضبيات للغاز في (12) يونيو، هذه المنطقة لم تتوغل فيها قوات نظام الأسد منذ 2019، أحدى المجموعات التابعة للفرقة (03) وقعت في حقل ألغام ثم كمين لــ عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية، أسفر الهجوم عن مقتل واصابة +7 عناصر بينهم ضابطان كبيران قُتلا بإنفجار لغم بسيارتهما وهما العميد الركن عبد الرحمن قاسم حورية، والعميد ماجد يوسف موسى. في ذات اليوم قُتل ثلاثة جنود من قوات النظام و أُصِيب (4) آخرين إثر اشتباكات مع مسلحي «داعش» في منطقة جباب حمد جنوب جب الجراح شرق حمص، نشاط متواصل لــ «داعش» هنا في محاولات لتشتيت قوات نظام الأسد.
في يومي 16 و 17 يونيو توغلت قوات النظام بمسافة 1 كم جنوب الضبيات، كما مشطت محيط عدة مناطق منها توينان، سد وادي الأبيض، أجزاء من جبال العمُور، وقامت بإضافة خطوط دفاعية جديدة في محيط بلدات الكوم، الطيبة، الگدير، وإنشاء نقطة عسكرية ثابتة قرب بئر بربر شمال الگدير، كما ثبتت نقاط جديدة بمحيط حقل أراك والذي شهد في مايو الماضي نشاطاً كبيراً لمجموعات «داعش» في محيطه.
وفي (18) يونيو، دفعت ميليشيا الحرس الثوري الإيراني بمزيد من التعزيزات العسكرية، جلها من ميليشيا أسود العشائر ومن ميليشيا «الفوج 47» المحليتان، حيث توجهتا نحو المحطة T2 في البادية الشامية تمهيداً للإنطلاق منها لتمشيط بادية ديرالزور المحاذية للحدود العراقية، عدد الجنود (300).
في يوم (19) يونيو، ُقتل العقيد عاصم أحمد ديب بإشتباكات مع عناصر «داعش» شمال شرق محمية التليلة، وينحدر من قرية شكاري بريف حماة، هذه ثالث ضابط،كبير يُقتل بالبادية.
وفي يوم الــ (25) من شهر يونيو حاولت وحدات من القوات الخاصة التابعة لجيش النظام التوغل في الجهه الغربية لــ جبل البشري غرب دير الزور، وذلك إنطلاقاً من بادية الرقة، التقدم بطيئ بسبب كثافة الألغام ووعورة التضاريس، تم الزج بمجموعات من المقاتلين السابقين في مليشيا لواء صقور الرقة المُنحل، والمنتسبين حديثاً للقوات الخاصة بقيادة سهيل الحسن، وبحسب مصادر خاصة، فالمعاناة الكبيرة لحملة النظام في الرصافة، تكمن في خرائط الألغام فهي غير حقيقية ومزيفة، وهذه الخرائط هي نتاج حملات توغل سابقة للنظام في جبل البشري، حيث يعمد عناصر النظام خلال حملات سابقة لرسم خرائط مغلوطة ويفضلون عدم التوغل في المنطقة المحيطة بالبشري، عملية التوغل هناك صعبة ولازالت مكلفة.
يلاحظ كذلك بعد كل حملة كبيرة للنظام في البادية الشامية أنزواء عناصر «داعش» نحو جهتين واضحتين، الاولى هي جبال العمُور بحمص، والثانية جبل البشري بدير الزور، على غرار حملة2021 الكبيرة، وهذين المكانين باتا قلاع حصينة لداعش في البادية مناطق الشامية.
في مدينة تدمر وصلت شحنات تحتوي بدلات عسكرية مخصصة لجيش النظام لــ القوات الخاصة - مُقدمة من دولة الأمارات العربية المتحدة، هناك دعم كبير حالياً تتلقاه هذه الفرقة التي يقودها سهيل الحسن.
كما وصل في يوم 25 يونيو فريق طبي روسي مكون من عدة أطباء وممرضين للمشفى العسكري بتدمر، وهو مشفى جهزته روسيا منذ عامين تقريباً، ودولة الأمارات العربية ضالعة كذلك بدعم هذا المشفى.
أنتهى شهر يونيو في بادية حمص بهجوم لتنظيم الدولة الإسلامية «داعش» أستهدف نقطة عسكرية لقوات النظام قرب جب الجراح يوم (29) يونيو، وبالتحديد في منطقة تل شهاب، أسفر الهجوم عن مقتل (4) عسكريين من بينهم ضابطان وإصابة (3) مجندين أخرين، والقتلى هم :
1- جعفر معين زريقة
2- محمد عبد الرحيم
3- يوسف الحاج عبيد
4- أحمد بشار الهرايسي
الهجوم جاء في توقيت تستمر فيه حملة قوات نظام الأسد بالبادية، كانت منطقة جُب الجراح شرق حمص هي الأكثر سخونة هذا الشهر بـتسجيل (10) هجمات فيها نفذها «داعش».
في بادية «الرصافة» جنوب الرقة، قُتل جندي من القوات الخاصة يوم (09) يونيو، بإنفجار لغم أرضي.
كما هاجمت مجموعة من عناصر «داعش» تجمعاً لرعاة الأغنام في بادية «الرصافة» جنوب الرقة قرب منطقة "أبو طابات"، خُطف راعيان أثنان من عشيرة البوحمد مع 50 رأس غنم، الحادثة حصلت فجر يوم (19) يونيو.
وفي يوم (26) يونيو، وفي جنوب قرية السبخاوي وأثناء قيام عناصر من القوات الخاصة التابعة للنظام بتمشيط المنطقة، اشتبكوا مع مجموعة من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، أنتهى الاشتباك بحصار قوات نظام الأسد لعنصرين من التنظيم أختبئا بكهف هناك، وأثناء محاولة قوات النظام القبض عليهما فجرا نفسيهما بأحزمة ناسفة، وقُتل عنصران من النظام وأُصِيب (5) أخرون، جيش النظام عثر كذلك على مغارة كبيرة مجهزة ويستخدمها عناصر التنظيم.
وفي نفس اليوم (26) يونيو، في البادية الشامية، وفي هجوم مُسلح نادر لمجموعات «داعش» استهدف التنظيم بصاروخ مضاد للدروع ATGM سيارة عسكرية لقوات النظام قرب جبل البشري، من جهة بادية الرقة، أُصِيب عنصران من قوات نظام الأسد - من الفرقة (17)، هذا ثالث هجوم لداعش بصواريخ مضادة للدروع في البادية خلال 2024، وهذا تطور كبير، وغالباً تم الأستحواذ على هذه الصواريخ كغنائم من جيش النظام التي تستخدمها في السخنة، ويستخدمها كذلك عناصر ميليشيا «فاطميون» الأفغانية.
وفي عملية [ لافتة ] بقلب مناطق سيطرة النظام في الرقة، تبنى تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» عملية أغتيال عنصر من جيش النظام في بلدة «معدان» شرق الرقة، والخاضعة لسيطرة قوات نظام الأسد، الحادثة وقعت يوم 29 يونيو السبت، والعنصر القتيل هو "مروان المربد" وأُصِيب شقيقه كذلك برصاص «داعش» حيث كان برفقته، هذا الجندي كان على وشك الإنتهاء من خدمته العسكرية.
صورة الجندي الذي قُتل قرب معدان
تبني تنظيم الدولة الإسلامية للعملية
هذا الهجوم هو الثاني في قلب بلدة معدان - الذي ينفذه «داعش» خلال 2024 سبقه هجوم مماثل في (03) مارس الماضي، حيم اغتيل فيه ضابط من قوات نظام الأسد وتبنى العملية حينها «داعش»، تعتبر هذه المناطق تحديداً مع ريف دير الزور من أكثر المناطق التي تعج بخلايا «داعش».
وفي تغيير جديد، سلمت ميليشيا الحرس الثوري الإيراني نقاطها الواقعة شرق حقل صفيان النفطي الواقع بــ بادية «الرصافة» جنوب الرقة لجيش النظام - الوحدة 104 الحرس الجمهوري تسلمت المكان، وكان صفيان منذ مايو 2022 نقطة عسكرية ثابتة للحرس الثوري، وكانت فيه مجموعات لــ ميليشيا «حزب اللٌه» السوري يتزعمها قيادي من نبل والزهراء أسمه حاج موسى العلي.
في محافظة دير الزور وفي يوم (10) يونيو، وفي بلدة الشميطية غرب ديرالزور، أقتحم مسلحون "مجهولين" حاجزاً للفرقة الرابعة في البلدة يقع في مبنى "كازية العبش"، وبالتحديد أمام مبنى البلدية، حيث قتلوا (4) عناصر من الفرقة الرابعة، وأحرقوا سيارة بيك أب رباعية الدفع، لم تتبنى أي جهة المسؤولية عن الحادثة، وبتصوري ليست من فعل «داعش»، العملية تأتي في خضم التصعيد المتواصل بين أبناء قبيلة البوسرايا وبين الفرقة الرابعة والتي تحاول الأستحواذ على معابر التهريب في نهر الفرات والتي كثفت حواجزها داخل بلدات البوسرايا، الممتدة من بلدة عياش حتى التبنى غرب دير الزور، هذا التصعيد بين الطرفين ليس بجديد، والوضع كان قابلاً للإنفجار منذ يوم (07) يونيو، وكان متوقعاً أن يتطور بين الطرفين، اخر الهجمات المسلحة في غربي دير الزور كانت يوم (05) أبريل، حين سقط قتيلان من جيش النظام وثلاثة عناصر مصابين بهجوم لمجهولين، استهدف نقطة للجيش تابعة للفرقة (17) في بلدة الشميطية نفسها، سبقها هجوم يوم (02) أبريل حين ُقتل ملازم بجيش النظام يدعى "عمار محمد عمار" بهجوم نفذه مجهولون قرب بلدة التبني غرب ديرالزور، وقبلها يوم (04) مارس، قُتل عقيد في الفرقة «الرابعة» التابعة لجيش النظام يدعى "علي حبيب خليل" مع (3) جنود آخرين على يد مجهولين في بلدة الشميطية كذلك، ولم يتبنى أي طرف هذه العمليات وتندرج ضمن صراع النفوذ الحاصل بين قبيلة البوسرايا والرابعة حتماً، وبالعودة لهجوم الشميطية، فهو يحمل الرقم (17) خلال العام الجاري 2024، حيث ام استهداف قوات نظام الأسد في قلب مناطق سيطرته في المحافظات الثلاثة، الحسڪة والرقة وديرالزور، غالبية العمليات في دير الزور، وهنا بيانات قتلى جنود النظام بالهجوم الأخير في الشميطية :
1- ياسين الحسن
2- طالب درويش
3- آصف سليمان
4- أدهم عمران
وفي بادية «معيزيلة» شرقي دير الزور، يوم الخميس (13) يونيو، قُتل (3) عناصر من ميليشيا أسود العشائر المحلية التابعة لــ الحرس الثوري الإيراني، وأُصِيب (5) عناصر أخرون من بينهم القيادي "خلف الزرزور" مسؤول قطاع الصالحية، وذلك بكمين لعناصر من تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» في منطقة معيزيلة حيث كانوا ضمن رتل قادم من الحدود العراقية - السورية، وتم استهدافهم هناك، عناصر «داعش» تمكنوا من الأستحواذ على سيارة رباعية وبقيت جثث العناصر الثلاثة لدى داعش ، وهنا بيانات القتلى - العناصر محليين :
•عايش السلامة
•أحمد الهايس
•زياد بشير الگرنوص
تعتبر هذه المنطقة (معيزيلة) نشطه بتحركات «داعش» وتشرف عليها ميليشيا الحرس الثوري الإيراني منفردة، في تقرير سابق بتاريخ (06) مايو، ذكرنا أنه حصل أستنفار لنقاط ميليشيا الحرس الثوري الإيراني بعد رصد تحركات لــ تنظيم الدولة الإسلامية في بادية «معيزيلة» مجموعة من عناصر التنظيم كانوا على دراجات نارية وأقتربوا مسافة (2) ڪم من نقاط عناصر ميليشيا «حزب اللٌه» والذين استهدفوا عناصر التنظيم، بعدها بوقت قصير أرسلت نقاط قريبة من ميليشيا «فاطميون» الأفغانية طائرات مسيرة صغيرة "Drone" للإستطلاع، وللتنويه شهدت هذه المنطقة في شهر أبريل الماضي يوم (07) أبريل، مقتل ثلاث عناصر من منتسبي ميليشيا الحرس الثوري الإيراني، بهجوم لــ تنظيم الدولة طال نقطة لهم في "منطقة معيزيلة"، طبيعة هذه المنطقة الجغرافية تساعد في تخفي عناصر «داعش».
في يوم (13) يونيو، تحدثت أنباء عن استهداف حافلة تقل زوار عراقيين «شيعة» في بلدة «الدوّير» شرق دير الزور ومقتل عدد منهم، الخبر عاري عن الصحة، ما حصل هو عبور حافلة تقل زوار عراقيين «شيعة» من طريق عسكري عبر البادية وأطلق عليهم حاجز لقوات النظام النار، وليس هناك إصابات، الحادثة وقعت في بادية الصالحية - الدوير، وكان هناك حادثة مشابهه وقعت بتاريخ (27) أبريل، ُيومها قُتل مواطن عراقي يُدعى "جاسم محمد دخيل" 54 سنة، وذلك برصاص عنصر من قوات نظام الأسد بالخطأ على مقربة من منطقة الشولا جنوب دير الزور، وذلك أثناء تواجدهم بحافلة تقل زوار عراقين شيعة توجهوا من ديرالزور لدمشق، الحافلة سلكت طريق عسكري عبر البادية الشامية
وشهد يوم (17) يونيو مقتل الضابط "علي حيدر علي" بهجوم لداعش قرب حقل الخراطة النفطي غربي دير الزور وهو مهندس نفط، ولاحقاً قالت القيادة الروسية أنها استهدفت مجموعة من مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية هاجموا حقلاً نفطياً، ويبدو أنهم يقصدون هذا الهجوم في دير الزور، حيث تم استهداف عناصر داعش عبر الطيران الروسي، تتحدث مصادر من قوات نظام الأسد عن مقتل (5) عناصر من «داعش» بالاستهداف، هذا الحقل يتواجد فيه جنود من الفيلق الخامس، ومُحصن بشكل جيد، هذا ثاني هجوم مُسلح يطال حقل الخراطة، بتاريخ (16) كانون الثاني/يناير، سقطت مجموعة من مقاتلي داعش الذين كانوا يحاولون مهاجمة حقل الخراطة النفطي في حقل ألغام، وأصيب أحد مسلحي داعش وأعتقلته قوات النظام وقتها كان (مغربي الجنسية).
وفي أواخر بونيو قُتل راعي أغنام يدعى "أحمد العبد الدهام الحاج" من أبناء بلدة الشميطية غرب دير الزور بإنـفجار لـغـم أرضي به شمال الشولا ببادية دير الزور.
وفي محافظة حماة، يوم (11) يونيو قُتل عنصران من ميليشيا الدفاع الوطني - قطاع سلمية بإنفجار لغم أرضي بسيارة كانوا يستقلونها في منطقة تبعد (30) كم عن إثريا نحو جهة الرصافة، أُصِيب 4 عناصر.
كما قُتل عسكري واحد واصيب (5) أخرين بإنفجار عبوة ناسفة بهم شرقي إثريا بريف حماة، القتيل يدعى موسى حسن، الحادثة وقعت يوم (19) يونيو.
وفي حلب وقع هجوم غامض ونادر في منطقة تعتبر حصينة، قُتل مقدم بالجيش يخدم بالبحوث العلمية يدعى أيمن حمود برفقة شخص عسكري أخر يدعى محمد أعضا وذلك على طريق حلب - كويرس، موقع الهجوم ليس مكاناً في البادية بل أوتستراد رئيسي، أخر حادثة في حلب سقط بها قتلى من جيش النظام بهجوم من «داعش» كان في 7 تشرين الثاني/نوفمبر 2023 يومها قتل جنديان نتيجة انفجار عبوة ناسفة بهما في ريف خناصر، تلاها حادثة انفجار لغم أرضي في 27 مارس/آذار 2024، يومها قُتل عنصران من ميليشيا الدفاع الوطني بإنفجار لغم في كولة البويدر ببادية خناصر جنوب حلب، أثناء بحثهما عن الكمأة.
وبالعودة للحملة العسكرية التي تشنها قوات نظام الأسد بدعم روسي، فقد حشدت قوات النظام أكثر من (10) ألاف جندي من عدة تشكيلات عسكرية للمشاركة بالحملة ضد تنظيم الدولة «داعش»، مع عشرات المدرعات والدبابات وكاسحات الألغام والتي تشارك بكثافة بالعملية، ومن أبرز تلك التشكيلات هي:
القوات الخاصة - التي يتزعمها سهيل الحسن
الفرفة (17) مشاة
الفرقة (25) مهام خاصة، وهذه أكبر مشاركة لهم منذ 2021.
فوج الحيدر وفوج الظريف التابعان للفرقة (25)
قوات حماية خاصة من الساحل متعاقدة [ شركة أمنية ]
الفيلق الخامس المدعوم روسياً
الفرقة الثالثة
الحرس الجمهوري
ميليشيا لواء «القدس»
ميليشيا الدفاع الوطني
ميليشيا «درع الأسد» المدعومة روسياً
ميليشيا «زينبيون»
ميليشيا «فاطميون» الأفغانية
ميليشيا "لواء صقور الرقة" بقيادة أبو صالح الهنداوي
ومجموعات من ميليشيا الحرس الثوري الإيراني العاملة في دير الزور، وهناك بعض المسلحين من أبناء قبائل البادية مشاركين بعمليات التمشيط في محيط مناطقهم على غرار مناطق جب الجراح شرق حمص، ومناطق الدويزين وعقيربات وسلمية شرق حماة، يبحث هؤلاء عن الثأر من «داعش» والذي قتل خلال هجماته العشرات من المدنيين من رعاة الأغنام وجامعي الكمأة من أبناء هذه القبائل "السخاني، العمور، بني خالد" مما حذا بأبناء هذه القبائل للتعاون مع النظام في عديد الحملات بالبادية.
وشهدت الحملة مشاركة شخصية للواء “صالح العبداللّه”، قائد ميليشيا الفرقة (25) الجديد، والذي حل بديلاً عن سهيل الحسن الملقب بــ النمر، وجود العبد الله في البادية وهو يقود العمليات شخصياً يشرح خصوصية وأهمية هذه الحملة والتي سبقها تدريبات عسڪرية مكثفة للفرقة (25) على يد ضباط روس، وتعتبر الفرقة (25) رأس الحربة خلال الحملة الحالية، والتي أنطلقت بإشراف ومتابعة ضباط روس.
وبالعودة لسهيل الحسن والذي يتولى اليوم قيادة القوات الخاصة والذي أعاد الرجل ترتيبها بعد الحالة الفوضوية التي كانت تعيشها هذه الوحدة، فقد تم إشراك مجموعات من قوات
الحسن بمعارك البادية لجانب اللواء صالح العبد الله خليفته في الفرقة (25)، وتتولى القوات الخاصة ( الفرقة 14) مهمة تمشيط بادية الرصافة حتى محاور شمال السخنة، وهناك ايضاً مجموعات من قوات الفرقة (25) توجهت للرصافة وستغطي المناطق الواقعة جنوب مطار الطبقة غربي الرقة وتمشط المناطق المحاذية لريف الرقة الغربي الخاضع لسيطرة ميليشيا «قسد».
كما قدمت تعزيزات من محافظة دير الزور غالبيتها عناصر من ميليشيا الدفاع الوطني - قطاعات الميادين والبوكمال وتجمعت في تدمر، للمشاركة في تمشيط محيط حقول أراك والهيل وتوينان وصولاً للرصافة، بدورها أرسلت ميليشيا الحرس الثوري الإيراني مايزيد عن 1000 عنصراً من ريف دير الزور الشرقي من ثلاثة مناطق للمشاركة بمعارك البادية
وخلال الحملة قامت قوات النظام بإزالة عشرات الألغام قرب حقول الغاز والطرق الفرعية المؤدية إليها، وتثبيت نقاط جديدة في محيطها، كما تم ردم عدد من الآبار الجوفية في قرب تدمر وغربي السخنة حتى لا يستخدمها مسلحو «داعش»، كما أحرقت قوات النظام عدداً من البرك النفطية وردمت عدة آبار مهجورة خشية من أن يستغلها عناصر التنظيم، والأهم هو تأمين كافة الطرق الرئيسية والفرعية بالبادية والتي يسلكها عسكريون ومدنيون، وهو في الحقيقة هدف الحملة الرئيسي المسماة شريان الحياة، كنايةً عن حماية الطرقات وإعادة الحركة إليها.
ركزت هذه الحملة على إبعاد خطر «داعش» عن السخنة تحديداً وتأمين محيطها، وإنهاء تواجد التنظيم في وادي الضبيات، وتأمين الطرق الرابطة بين الرصافة والسخنة، وتأمين الطريق من الرقة نحو السلمية، وتحديداً توسيع المنطقة الأمنة في محيط أثريا شرق حماة، ولن تظهر نتائج هذه الحملة بالمنظور القريب، وغالباً ستحد من خطورة هجمات «داعش» لفترة زمنية معينة، وقد تنجح بتحجيم نطاق هجماته ضد حقول الغاز ومنع تقدمه نحو ثكنات ونقاط الجيش الرئيسية في البادية، وتجفيف موارد التنظيم وتحييده عنها.
كما تشارك طائرات مُسيرة روسية من طراز أورلان - 10 وفور بوست بالعمليات العسكرية، لجانب المقاتلات والقاذفات، ولازالت الحملة متواصلة حتى بداية يوليو وهدفها حاليا توسيع رقعة المناطق الأمنة في البادية وتعزيز حماية الطرقات الرئيسية.