الأربعاء، 3 يوليو 2024

حصاد البادية الشامية في شهر يونيو 2024

هذا التقرير يغطي شهر يونيو 2024

𝒁𝒂𝒊𝒏 | 𒍣𒀭 | زين العابدين العكيدي 
@deirezzore 


واصل نشاط تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» بذات المعدل الوسطي بالهجمات التي ينفذها ضد قوات نظام الأسد في البادية خلال هذا الشهر رغم الحملة العسكرية التي تتفذها قوات النظام منذ بداية يونيو، وكذلك بالهجمات التي ينفذها ضد ميليشيا «قسد» في مناطق مناطق الجزيرة، وفي هذا التقرير سنتطرق لأبرز أحداث البادية. 
بيانياً يحافظ داعش على ذات النسق بعدد الهجمات مقارنةً بالشهور الخمسة الماضية، وربما نسير نحو الإنخفاض والذي بدأ في الأسبوعين الأخيرين من يونيو، وسيتواصل غالباً كما هو معتاد في وسط العام، بحيث تكون الشهور الأولى من كل عام ذات نشاط كبير لداعش كونها تحفل بموسم الكمأة والذي تزداد فيه هجمات «التنظيم»، ويعود السبب الرئيسي في قلة نشاط التنظيم خلال شهر يونيو بسبب الحملة العسكرية الكبيرة والتي ينفذها جيش النظام في البادية منذ أواخر مايو الماضي بدعم جوي روسي، وهذه الحملة هي الأكبر منذ حملة العام 2021 الشهيرة، لكن الفرق هنا هو عدد قتلى قوات النظام الكبير في يونيو والذي تجاوز حصيلة شهر مايو، بحيث كانت كمائن داعش أكثر جدوى كونه يدافع في معاقله الرئيسية في البادية ضد حشود النظام، وخلال شهر يونيو نفذَ «داعش» (29) هجوماً مع كمائن العبوات والألغام ضد قوات نظام الأسد وميليشيا الحرس الثوري الإيراني من بينها (13) هجوماً مؤثراً ذو فاعلية "وهي الهجمات الكبيرة المنسقة"، أي أقل من شهر مايو، وخسرت قوات النظام (93) قتيلاً ومُصاباً، عدد القتلى منهم كان (52) قُتلوا بهجمات مسلحة للتنظيم وبعبوات ناسفة في البادية "يقف خلفها «داعش» غالباً من بين القتلى ثلاثة ضباط كبار [ جنرالات ]، هناك (5) عمليات تفجير لعبوات ناسفة وألغام استهدفت قوات نظام الأسد.

أبرز قتلى قوات نظام الأسد المُعلن عنهم في البادية

لدينا كذلك هجومين في قلب مناطق سيطرة النظام، داخل الحزام الحضري، أحد الهجمات في غرب دير الزور ولم يتبناه أحد، وهناك هجوم في شرقي الرقة وتبناه تنظيم داعش وهو أول هجوم يتبناه التنظيم في معاقل النظام منذ حوالي شهرين، لدينا كذلك (41) مُصاباً عسكرياً، كما تمكن «داعش» من إعطاب مركبة لقوات النظام في شرقي الرقة عبر صاروخ ATGM وهذا حدث لافت كون التنظيم بات يكرر استخدام الصواريخ المضادة للدروع للشهر الثالث توالياً، كما أستولى «داعش» على مركبة رباعية الدفع للحرس الثوري في بادية البوكمال، ولدينا (7) قتلى مؤكدين من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية، كذلك عاد «داعش» مجدداً لشن هجمات ضد رعاة الأغنام في بادية حمص والرقة هناك (3) هجمات طالت رعاة أغنام، وحدث كذلك أشتباكات بين مسلحي «داعش» وبين أبناء القبائل في جب الجراح شرق حمص، وتحدثت مصادر من قوات النظام عن فقدان (15) عسكرياً من قوات نظام الأسد بحكم المفقودين لليوم في بادية حمص، غالبيتهم في وادي الضبيات، هذه المنطقة تعتبر أحد معاقل «داعش» التقليدية والتي لم تدخلها قوات نظام الأسد منذ 2019، وتوزعت الهجمات والعبوات الناسفة كالتالي :
كالعادة محافظة حمص في الصدارة بــ (17) هجوماً، تلتها الرقة  بــ (07) هجمات وهذا تصاعد لافت في الرصافة، ثم تأتي دير الزور بــ(03) هجمات، ثم حماة بهجومين (02)، وهناك عملية وحيدة نفذها مجهولون في شرق محافظة حلب على طريق كويرس لم يتبناها أحد قُتل فيها ضابطين من جيش النظام متعاقدان مع البحوث العلمية، ولازالت ملابسات مقتلهما غامضة، يوجد كذلك (6) مدنيين قتلوا واصيبوا برصاص «داعش»، وهناك (3) مدنيين قتلتهم الألغام في البادية وهم من رعاة الأغنام. 

هنا سرد لجميع أحداث شهر مايو المتعلقة بالبادية ومناطق سيطرة النظام في شرق سوريا: 
بتاريخ (03) يونيو وصلت حشود من قوات نظام الأسد لمحيط جبل العمور شرقي حمص، وسط غارات جوية روسية طالت عدة مناطق من الجبل ومحيطه، معلنين بدء الحملة العسكرية ضد «داعش» في البادية الشامية والتي تسمى بحملة "شريان الحياة".
أستهل تنظيم الدولة «داعش» شهر يونيو بأول هجوم مُسلح له في (04) من ذلك الشهر، حيث هاجمت مجموعات من تنظيم الدولة ثكنة لقوات نظام الأسد في منطقة العباسية جنوب تدمر، الهجوم وقع قرب الطريق بين العباسية ومدينة تدمر، قُتل فيه عنصران من قوات النظام وأصيب جندي ثالث، عُرف من القتلى ضابط يُدعى "سليمان ياسين سليمان" ينحدر من طرطوس، كما شنت الطائرات الحربية الروسية غارات جوية على المنطقة المذكورة بعد الهجوم. 

وبتاريخ 06 يونيو الخميس، هاجمت مجموعة من عناصر تنظيم الدولة «داعش» رعاة أغنام في جنوب منطقة "جُب الجراح" شرقي حمص، الهجوم حصل في منطقة «أبو إيلية» واستهدف تجمعاً لرعاة الأغنام من قبيلتي بني خالد والسخاني، وقُتل في الهجوم (6) أشخاص منهم راعيي غنم و (4) عسكريين كانوا قرب الموقع المستهد، حيث حاولوا مطاردة  عناصر «داعش» الذين سرقوا عدداً من الأغنام وقتلوا العشرات قبيل الإنسحاب، ليقع عناصر النظام في كمين للتنظيم، وهنا بيانات الضحايا التي وصلت بحسب مصادر :
جاسم الشتواني ( راعي ) 📸
عبد الله طلال الخليفة ( راعي )
•علي عبد الحميد الجاوويش (عسكري )
•أحمد والي والجدوع (عسكري )
•ابراهيم احمد قصاب (عسكري )
• عسكري (رابع)  لم يصل أسمه

جاسم الشتواني [ راعي أغنام قتله «داعش» ]

الأغنام تعود ملكيتها للمدني هويدي الحسن العلي من قبيلة السخاني، وهذا هو الهجوم الأول منذ شهر ونصف تقريبا بعد غياب هكذا نوع من الهجمات خلال الشهر الماضي مايو، أخر هجوم مُسلح طال رعاة أغنام كان بتاريخ 14 أبريل 2024، حينها هاجمت مجموعة من تنظيم الدولة «داعش» تجمعاً لــ رعاة الأغنام في نفس هذا المكان تقريباً، وسرقوا ما يقارب الــ 130 رأس من الأغنام، وذلك أثناء رعيهم في قرية «جّباب حمد» بريف حمص الشرقي، وسبق لتنظيم داعش أن هدد الرعاة وجامعي الكمأة غير مرة. 
بعدها بيوم تمكنت مجموعات مسلحة من أبناء قبيلة بني خالد مع بدو العمُور والسخاني وبالتعاون مع مجموعات من قوات النظام، من قتل عنصرين من تنظيم الدولة «داعش» جنوب منطقة «جُب الجراح» شرق حمص، وذلك بعد ملاحقتهم عقب الهجوم الذي شنه عناصر «داعش» وأحتفى أبناء القبائل بالعملية وأستعرضوا جثث مسلحي «داعش» في قراهم. 


اللافت في هجمات تنظيم الدولة ضد رعاة الأغنام وجامعي الكمأة خلال السنوات الماضية، وخلال سؤالي لعدد من الناجين من هجمات التنظيم، هو أجماعهم على ذكر جزئية : "أن عناصر «داعش» نفذوا الهجوم وهم على متن دراجات نارية جبلية"، السؤال من أين حصلوا على هكذا آليات في البادية !وأعتقد أنها نادرة في بريف حمص الشرقي، وتنعدم في دير الزور، وقد تأكدت أنها لاتباع هناك، الطريق الوحيد بالغالب والمصدر لها هو العراق بتصوري. 

📸 الصورة أعلاه لمقاتل من قبيلة العمُور يقود دراجة نارية كان يستقلها عنصر من «داعش» بعد ملاحقتهم له جنوب جب الجراح شرق حمص، غالباً هي غنائم حصل عليها مقاتلو التنظيم من ميليشيا «الحشد الشعبي» العراقية، والتي تستخدم هذه الدراجات بعملياتها في البادية، عدا ذلك فهي تتوفر في أسواق كركوك والأخيرة تشهد تواجداً جيداً للتنظيم في جنوبها، ومهمة الدخول لبادية سوريا من العراق أسهل في تلك الفترة. 

لاحقاً وبعدها بأيام وفي عملية إنتقامية هاجم مسلحون من «داعش» يستقلون دراجات نارية، رعاة أغنام من قبيلة الفواعرة، في منطقة "فرحة الخلاوين" شرقي حمص (15) يونيو، حيث أُصِيب (3) رُعاة أصابات أثنين منهم خطيرة، كما أحرق مسلحو «داعش» سيارتين ومنزلين وقتلوا حوالي 100 رأس غنم ثم غادروا المنطقة. 

مدني من رعاة الأغنام من ضحايا هجوم داعش

 اللافت في هذا موقع الهجوم أنه وقع قرب اوتستراد تدمر - حمص بمسافة 1.5 ڪم، وهذه أقرب نقطة يصل إليها مسلحي «داعش» منذ مدة طويلة قرب هذا الطريق الذي يعتبر محمياً بشكل جيد نظراً لكثافة نقاط جيش النظام هناك. 

 هذا هو الهجوم الثاني لمسلحي «داعش» شرقي حمص والذي يطال رعاة أغنام خلال يونيو، العملية إنتقامية كما قلت وجاءت رداً على قيام مقاتلين قبليين بقتل عنصرين من «داعش» وأستعراض جثتيهما. 

لاحقاً في (11) يونيو، إصيب راعي أغنام إثر انفجار لغم أرضي به شمال منطقة القريتين في الريف الشرقي لحمص. 

كانت منطقة جُب الجراح شرق حمص هي المحور الأسخن في غالبية شهر يونيو، حيث شهدَ فجر يوم الجمعة 07 يونيو ثلاثة هجمات متزامنة نفذها «داعش» استهدفت نقاط جيش النظام في مناطق "منوّخ" و "أبو ايليه" و "جبّاب حمد"، قُتل فيها عنصران من جيش النظام من مرتبات الفرقة (11) وهما :
•قيس جعيداني
•مصطفى القويدر

وفي ذلك اليوم قتل (3) عسكريين من ميليشيا لواء «القدس» وإصيب عنصر رابع بكمين لداعش في جبال العمُور شرق حمص والقتلى هم: 
•محمد عبد الله الرحيل
 •محمد فوزي الشعار
• أحمد عبد الرزاق بركات

كما قُتل عسكري من ميليشيا «درع الأسد»، بإنفجار لغم شمال منطقة التياس، شرقي تدمر في ذلك اليوم إيضاً 07 يونيو.

في يوم (09) يونيو قُتل جنديان من مرتبات الفرقة (25) مهام خاصة - بكمين لعناصر تنظيم الدولة «داعش» في جنوب الضبيات أثناء عمليات نزع الألغام. 

عثرَ أهالي مخيم الركبان على جثة الشاب "محمود احمد العبد الله " من مهجري بلدة مهين بريف حمص الشرقي والذي قتل نتيجة إنفجار لغم أرضي به على أطراف المنطقة الــ 55 كم، الشاب راعي أغنام، هذه المنطقة تعج بالألغام وعبارة عن خط نار بين (3) قوى " المعارضة، النظام، داعش". 

وخلال حملة قوات النظام الجارية في البادية، دارت اشتباڪات بين قوات نظام الأسد و تنظيم الدولة «داعش» مساء يوم () وذلك جنوب شرق توينان شمال تدمر، وفي الصباح انسحب عناصر داعش. 

حملة النظام هذه أدت لتدمير انفاق كثيرة كان يستخدمها «داعش» ويبدو أنها ستؤثر بشكل ما على نشاط «داعش» مستقبلاً، ولو بشكل مؤقت. 

 الحدث الأبرز خلال الحملة كان توغل مجموعات من الجيش جنوب حقل الضبيات للغاز في (12) يونيو، هذه المنطقة لم تتوغل فيها قوات نظام الأسد منذ 2019، أحدى المجموعات التابعة للفرقة (03) وقعت في حقل ألغام ثم كمين لــ عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية، أسفر الهجوم عن مقتل واصابة +7 عناصر بينهم ضابطان كبيران قُتلا بإنفجار لغم بسيارتهما وهما العميد الركن عبد الرحمن قاسم حورية، والعميد ماجد يوسف موسى. 
في ذات اليوم قُتل ثلاثة جنود من قوات النظام و أُصِيب (4)  آخرين إثر اشتباكات مع مسلحي «داعش» في منطقة جباب حمد جنوب جب الجراح شرق حمص، نشاط متواصل لــ «داعش» هنا في محاولات لتشتيت قوات نظام الأسد. 

في يومي 16 و 17 يونيو توغلت قوات النظام بمسافة 1 كم جنوب الضبيات، كما مشطت محيط عدة مناطق منها توينان، سد وادي الأبيض، أجزاء من جبال العمُور، وقامت بإضافة خطوط دفاعية جديدة في محيط بلدات الكوم، الطيبة، الگدير، وإنشاء نقطة عسكرية ثابتة قرب بئر بربر شمال الگدير، كما ثبتت نقاط جديدة بمحيط حقل أراك والذي شهد في مايو الماضي نشاطاً كبيراً لمجموعات «داعش» في محيطه. 

وفي (18) يونيو، دفعت ميليشيا الحرس الثوري الإيراني بمزيد من التعزيزات العسكرية، جلها من ميليشيا أسود العشائر ومن ميليشيا «الفوج 47» المحليتان، حيث توجهتا نحو المحطة T2 في البادية الشامية تمهيداً للإنطلاق منها لتمشيط بادية ديرالزور المحاذية للحدود العراقية، عدد الجنود (300).

 في يوم (19) يونيو، ُقتل العقيد عاصم أحمد ديب بإشتباكات مع عناصر «داعش» شمال شرق محمية التليلة، وينحدر من قرية شكاري بريف حماة، هذه ثالث ضابط،كبير يُقتل بالبادية. 

وفي يوم الــ (25) من شهر يونيو حاولت وحدات من القوات الخاصة التابعة لجيش النظام التوغل في الجهه الغربية لــ جبل البشري غرب دير الزور، وذلك إنطلاقاً من بادية الرقة، التقدم بطيئ بسبب كثافة الألغام ووعورة التضاريس، تم الزج بمجموعات من المقاتلين السابقين في مليشيا لواء صقور الرقة المُنحل، والمنتسبين حديثاً للقوات الخاصة بقيادة سهيل الحسن، وبحسب مصادر خاصة، فالمعاناة الكبيرة لحملة النظام في الرصافة، تكمن في خرائط الألغام فهي غير حقيقية ومزيفة، وهذه الخرائط هي نتاج حملات توغل سابقة للنظام في جبل البشري، حيث يعمد عناصر النظام خلال حملات سابقة لرسم خرائط مغلوطة ويفضلون عدم التوغل في المنطقة المحيطة بالبشري، عملية التوغل هناك صعبة ولازالت مكلفة.

يلاحظ كذلك بعد كل حملة كبيرة للنظام في البادية الشامية أنزواء عناصر «داعش» نحو جهتين واضحتين، الاولى هي جبال العمُور بحمص، والثانية جبل البشري بدير الزور، على غرار حملة2021 الكبيرة، وهذين المكانين باتا قلاع حصينة لداعش في البادية مناطق الشامية. 

في مدينة تدمر وصلت شحنات تحتوي بدلات عسكرية مخصصة لجيش النظام لــ القوات الخاصة - مُقدمة من دولة الأمارات العربية المتحدة، هناك دعم كبير حالياً تتلقاه هذه الفرقة التي يقودها سهيل الحسن. 

كما وصل في يوم 25 يونيو فريق طبي روسي مكون من عدة أطباء وممرضين للمشفى العسكري بتدمر، وهو مشفى جهزته روسيا منذ عامين تقريباً، ودولة الأمارات العربية ضالعة كذلك بدعم هذا المشفى. 
أنتهى شهر يونيو في بادية حمص بهجوم لتنظيم الدولة الإسلامية «داعش» أستهدف نقطة عسكرية لقوات النظام قرب جب الجراح يوم (29) يونيو، وبالتحديد في منطقة تل شهاب، أسفر الهجوم عن مقتل (4) عسكريين من بينهم ضابطان وإصابة (3) مجندين أخرين، والقتلى هم :
1- جعفر معين زريقة
2- محمد عبد الرحيم
3- يوسف الحاج عبيد
4- أحمد بشار الهرايسي 
الهجوم جاء في توقيت تستمر فيه حملة قوات نظام الأسد بالبادية، كانت منطقة جُب الجراح شرق حمص هي الأكثر سخونة هذا الشهر بـتسجيل (10) هجمات فيها نفذها «داعش».


في بادية «الرصافة» جنوب الرقة، قُتل جندي من القوات الخاصة يوم (09) يونيو، بإنفجار لغم أرضي. 
كما هاجمت مجموعة من عناصر «داعش» تجمعاً لرعاة الأغنام في بادية «الرصافة» جنوب الرقة قرب منطقة "أبو طابات"، خُطف راعيان أثنان من عشيرة البوحمد مع 50 رأس غنم، الحادثة حصلت فجر يوم (19) يونيو. 

وفي يوم (26) يونيو، وفي جنوب قرية السبخاوي وأثناء قيام عناصر من القوات الخاصة التابعة للنظام بتمشيط المنطقة، اشتبكوا مع مجموعة من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، أنتهى الاشتباك بحصار قوات نظام الأسد لعنصرين من التنظيم أختبئا بكهف هناك، وأثناء محاولة قوات النظام القبض عليهما فجرا نفسيهما بأحزمة ناسفة، وقُتل عنصران من النظام وأُصِيب (5) أخرون، جيش النظام عثر كذلك على مغارة كبيرة مجهزة ويستخدمها عناصر التنظيم. 
وفي نفس اليوم (26) يونيو، في البادية الشامية، وفي هجوم مُسلح نادر لمجموعات «داعش» استهدف التنظيم بصاروخ مضاد للدروع ATGM سيارة عسكرية لقوات النظام قرب جبل البشري، من جهة بادية الرقة، أُصِيب عنصران من قوات نظام الأسد - من الفرقة (17)، هذا ثالث هجوم لداعش بصواريخ مضادة للدروع في البادية خلال 2024، وهذا تطور كبير، وغالباً تم الأستحواذ على هذه الصواريخ كغنائم من جيش النظام التي تستخدمها في السخنة، ويستخدمها كذلك عناصر ميليشيا «فاطميون» الأفغانية. 

وفي عملية [ لافتة ] بقلب مناطق سيطرة النظام في الرقة، تبنى تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» عملية أغتيال عنصر من جيش النظام في بلدة «معدان» شرق الرقة، والخاضعة لسيطرة قوات نظام الأسد، الحادثة وقعت يوم 29 يونيو السبت، والعنصر القتيل هو "مروان المربد" وأُصِيب شقيقه كذلك برصاص «داعش» حيث كان برفقته، هذا الجندي كان على وشك الإنتهاء من خدمته العسكرية.
 
صورة الجندي الذي قُتل قرب معدان

تبني تنظيم الدولة الإسلامية للعملية

هذا الهجوم هو الثاني في قلب بلدة معدان - الذي ينفذه «داعش» خلال 2024 سبقه هجوم مماثل في (03) مارس الماضي، حيم اغتيل فيه ضابط من قوات نظام الأسد وتبنى العملية حينها «داعش»، تعتبر هذه المناطق تحديداً مع ريف دير الزور من أكثر المناطق التي تعج بخلايا «داعش».
وفي تغيير جديد، سلمت ميليشيا الحرس الثوري الإيراني نقاطها الواقعة شرق حقل صفيان النفطي الواقع بــ بادية «الرصافة» جنوب الرقة لجيش النظام - الوحدة 104 الحرس الجمهوري تسلمت المكان، وكان صفيان منذ مايو 2022 نقطة عسكرية ثابتة للحرس الثوري، وكانت فيه مجموعات لــ ميليشيا «حزب اللٌه» السوري يتزعمها قيادي من نبل والزهراء أسمه حاج موسى العلي.

في محافظة دير الزور وفي يوم (10) يونيو، وفي بلدة الشميطية غرب ديرالزور، أقتحم مسلحون "مجهولين" حاجزاً للفرقة الرابعة في البلدة يقع في مبنى "كازية العبش"، وبالتحديد أمام مبنى البلدية، حيث قتلوا (4) عناصر من الفرقة الرابعة، وأحرقوا سيارة بيك أب رباعية الدفع، لم تتبنى أي جهة المسؤولية عن الحادثة، وبتصوري ليست من فعل «داعش»، العملية تأتي في خضم التصعيد المتواصل بين أبناء قبيلة البوسرايا وبين الفرقة الرابعة والتي تحاول الأستحواذ على معابر التهريب في نهر الفرات والتي كثفت حواجزها داخل بلدات البوسرايا، الممتدة من بلدة عياش حتى التبنى غرب دير الزور، هذا التصعيد بين الطرفين ليس بجديد، والوضع كان قابلاً للإنفجار منذ يوم (07) يونيو، وكان متوقعاً أن يتطور بين الطرفين، اخر الهجمات المسلحة في غربي دير الزور كانت يوم (05) أبريل، حين سقط قتيلان من جيش النظام وثلاثة عناصر مصابين بهجوم لمجهولين، استهدف نقطة للجيش تابعة للفرقة (17) في بلدة الشميطية نفسها، سبقها هجوم يوم (02) أبريل حين ُقتل ملازم بجيش النظام يدعى "عمار محمد عمار" بهجوم نفذه مجهولون  قرب بلدة التبني غرب ديرالزور، وقبلها يوم (04) مارس، قُتل عقيد في الفرقة «الرابعة» التابعة لجيش النظام يدعى "علي حبيب خليل" مع (3) جنود آخرين على يد مجهولين في بلدة الشميطية كذلك، ولم يتبنى أي طرف هذه العمليات وتندرج ضمن صراع النفوذ الحاصل بين قبيلة البوسرايا والرابعة حتماً، وبالعودة لهجوم الشميطية، فهو يحمل الرقم (17) خلال العام الجاري 2024، حيث ام استهداف قوات نظام الأسد في قلب مناطق سيطرته في المحافظات الثلاثة، الحسڪة والرقة وديرالزور، غالبية العمليات في دير الزور، وهنا بيانات قتلى جنود النظام بالهجوم الأخير في الشميطية : 
1- ياسين الحسن
2- طالب درويش
3- آصف سليمان
4- أدهم عمران


وفي بادية «معيزيلة» شرقي دير الزور، يوم الخميس (13) يونيو، قُتل (3) عناصر من ميليشيا أسود العشائر المحلية التابعة لــ الحرس الثوري الإيراني، وأُصِيب (5) عناصر أخرون من بينهم القيادي "خلف الزرزور" مسؤول قطاع الصالحية، وذلك بكمين لعناصر من تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» في منطقة معيزيلة حيث كانوا ضمن رتل قادم من الحدود العراقية - السورية، وتم استهدافهم هناك، عناصر «داعش» تمكنوا من الأستحواذ على سيارة رباعية وبقيت جثث العناصر الثلاثة لدى داعش ، وهنا بيانات القتلى - العناصر محليين :
•عايش السلامة
•أحمد الهايس
•زياد بشير الگرنوص
تعتبر هذه المنطقة (معيزيلة) نشطه بتحركات «داعش» وتشرف عليها ميليشيا الحرس الثوري الإيراني منفردة، في تقرير سابق بتاريخ (06) مايو، ذكرنا أنه حصل أستنفار لنقاط ميليشيا الحرس الثوري الإيراني بعد رصد تحركات لــ تنظيم الدولة الإسلامية في بادية «معيزيلة» مجموعة من عناصر التنظيم كانوا على دراجات نارية وأقتربوا مسافة (2) ڪم من نقاط عناصر ميليشيا «حزب اللٌه» والذين استهدفوا عناصر التنظيم، بعدها بوقت قصير أرسلت نقاط قريبة من ميليشيا «فاطميون» الأفغانية طائرات مسيرة صغيرة "Drone" للإستطلاع، وللتنويه شهدت هذه المنطقة في شهر أبريل الماضي يوم (07) أبريل، مقتل ثلاث عناصر من منتسبي ميليشيا الحرس الثوري الإيراني، بهجوم لــ تنظيم الدولة طال نقطة لهم في "منطقة معيزيلة"، طبيعة هذه المنطقة الجغرافية تساعد في تخفي عناصر «داعش».

في يوم (13) يونيو، تحدثت أنباء عن استهداف حافلة تقل زوار عراقيين «شيعة» في بلدة «الدوّير» شرق دير الزور ومقتل عدد منهم، الخبر عاري عن الصحة، ما حصل هو عبور حافلة تقل زوار عراقيين «شيعة» من طريق عسكري عبر البادية وأطلق عليهم حاجز لقوات النظام النار، وليس هناك إصابات، الحادثة وقعت في بادية الصالحية - الدوير، وكان هناك حادثة مشابهه وقعت بتاريخ (27) أبريل، ُيومها قُتل مواطن عراقي يُدعى "جاسم محمد دخيل" 54 سنة، وذلك برصاص عنصر من قوات نظام الأسد بالخطأ على مقربة من منطقة الشولا جنوب دير الزور، وذلك أثناء تواجدهم بحافلة تقل زوار عراقين شيعة توجهوا من ديرالزور لدمشق، الحافلة سلكت طريق عسكري عبر البادية الشامية

وشهد يوم (17) يونيو مقتل الضابط "علي حيدر علي" بهجوم لداعش قرب حقل الخراطة النفطي غربي دير الزور وهو مهندس نفط، ولاحقاً قالت القيادة الروسية أنها استهدفت مجموعة من مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية هاجموا حقلاً نفطياً، ويبدو أنهم يقصدون هذا الهجوم في دير الزور، حيث تم استهداف عناصر داعش عبر الطيران الروسي، تتحدث مصادر من قوات نظام الأسد عن مقتل (5) عناصر من «داعش» بالاستهداف، هذا الحقل يتواجد فيه جنود من الفيلق الخامس، ومُحصن بشكل جيد، هذا ثاني هجوم مُسلح يطال حقل الخراطة، بتاريخ (16) كانون الثاني/يناير، سقطت مجموعة من مقاتلي داعش الذين كانوا يحاولون مهاجمة حقل الخراطة النفطي في حقل ألغام، وأصيب أحد مسلحي داعش وأعتقلته قوات النظام وقتها كان (مغربي الجنسية).
وفي أواخر بونيو قُتل راعي أغنام يدعى "أحمد العبد الدهام الحاج" من أبناء بلدة الشميطية غرب دير الزور بإنـفجار لـغـم أرضي به شمال الشولا ببادية دير الزور. 

وفي محافظة حماة، يوم (11) يونيو قُتل عنصران من ميليشيا الدفاع الوطني - قطاع سلمية بإنفجار لغم أرضي بسيارة كانوا يستقلونها في منطقة تبعد (30) كم عن إثريا نحو جهة الرصافة، أُصِيب 4 عناصر. 
كما قُتل عسكري واحد واصيب (5) أخرين بإنفجار عبوة ناسفة بهم شرقي إثريا بريف حماة، القتيل يدعى موسى حسن، الحادثة وقعت يوم (19) يونيو. 

وفي حلب وقع هجوم غامض ونادر في منطقة تعتبر حصينة، قُتل مقدم بالجيش يخدم بالبحوث العلمية يدعى أيمن حمود برفقة شخص عسكري أخر يدعى محمد أعضا وذلك على طريق حلب - كويرس، موقع الهجوم ليس مكاناً في البادية بل أوتستراد رئيسي، أخر حادثة في حلب سقط بها قتلى من جيش النظام بهجوم من «داعش» كان في 7 تشرين الثاني/نوفمبر 2023 يومها قتل جنديان نتيجة انفجار  عبوة ناسفة بهما في ريف خناصر، تلاها حادثة انفجار لغم أرضي في 27 مارس/آذار 2024، يومها قُتل عنصران من ميليشيا الدفاع الوطني بإنفجار لغم في كولة البويدر ببادية خناصر جنوب حلب، أثناء بحثهما عن الكمأة. 

وبالعودة للحملة العسكرية التي تشنها قوات نظام الأسد بدعم روسي، فقد حشدت قوات النظام أكثر من (10) ألاف جندي من عدة تشكيلات عسكرية للمشاركة بالحملة ضد تنظيم الدولة «داعش»، مع عشرات المدرعات والدبابات وكاسحات الألغام والتي تشارك بكثافة بالعملية، ومن أبرز تلك التشكيلات هي: 
القوات الخاصة - التي يتزعمها سهيل الحسن
الفرفة (17) مشاة
الفرقة (25) مهام خاصة، وهذه أكبر مشاركة لهم منذ 2021.
فوج الحيدر وفوج الظريف التابعان للفرقة (25)
قوات حماية خاصة من الساحل متعاقدة [ شركة أمنية ]
الفيلق الخامس المدعوم روسياً
الفرقة الثالثة 
الحرس الجمهوري 
ميليشيا لواء «القدس» 
ميليشيا الدفاع الوطني 
ميليشيا «درع الأسد» المدعومة روسياً
ميليشيا «زينبيون»
ميليشيا «فاطميون» الأفغانية
ميليشيا "لواء صقور الرقة" بقيادة أبو صالح الهنداوي
ومجموعات من ميليشيا الحرس الثوري الإيراني العاملة في دير الزور، وهناك بعض المسلحين من أبناء قبائل البادية مشاركين بعمليات التمشيط في محيط مناطقهم على غرار مناطق جب الجراح شرق حمص، ومناطق الدويزين وعقيربات وسلمية شرق حماة، يبحث هؤلاء عن الثأر من «داعش» والذي قتل خلال هجماته العشرات من المدنيين من رعاة الأغنام وجامعي الكمأة من أبناء هذه القبائل "السخاني، العمور، بني خالد" مما حذا بأبناء هذه القبائل للتعاون مع النظام في عديد الحملات بالبادية. 

وشهدت الحملة مشاركة شخصية للواء “صالح العبداللّه”، قائد ميليشيا الفرقة (25) الجديد، والذي حل بديلاً عن سهيل الحسن الملقب بــ النمر، وجود العبد الله في البادية وهو يقود العمليات شخصياً يشرح خصوصية وأهمية هذه الحملة والتي سبقها تدريبات عسڪرية مكثفة للفرقة (25) على يد ضباط روس، وتعتبر الفرقة (25) رأس الحربة خلال الحملة الحالية، والتي أنطلقت بإشراف ومتابعة ضباط روس.

وبالعودة لسهيل الحسن والذي يتولى اليوم قيادة القوات الخاصة والذي أعاد الرجل ترتيبها بعد الحالة الفوضوية التي كانت تعيشها هذه الوحدة، فقد تم إشراك مجموعات من قوات
الحسن بمعارك البادية لجانب اللواء صالح العبد الله خليفته في الفرقة (25)، وتتولى القوات الخاصة ( الفرقة 14) مهمة تمشيط بادية الرصافة حتى محاور شمال السخنة، وهناك ايضاً مجموعات من قوات الفرقة (25) توجهت للرصافة وستغطي المناطق الواقعة جنوب مطار الطبقة غربي الرقة وتمشط المناطق المحاذية لريف الرقة الغربي الخاضع لسيطرة ميليشيا «قسد».
كما قدمت تعزيزات من محافظة دير الزور غالبيتها عناصر من ميليشيا الدفاع الوطني - قطاعات الميادين والبوكمال وتجمعت في تدمر، للمشاركة في تمشيط محيط حقول أراك والهيل وتوينان وصولاً للرصافة، بدورها أرسلت ميليشيا الحرس الثوري الإيراني مايزيد عن 1000 عنصراً من ريف دير الزور الشرقي من ثلاثة مناطق للمشاركة بمعارك البادية

وخلال الحملة قامت قوات النظام بإزالة عشرات الألغام قرب حقول الغاز والطرق الفرعية المؤدية إليها، وتثبيت نقاط جديدة في محيطها، كما تم ردم عدد من الآبار الجوفية في قرب تدمر وغربي السخنة حتى لا يستخدمها مسلحو «داعش»، كما أحرقت قوات النظام عدداً من البرك النفطية وردمت عدة آبار مهجورة خشية من أن يستغلها عناصر التنظيم، والأهم هو تأمين كافة الطرق الرئيسية والفرعية بالبادية والتي يسلكها عسكريون ومدنيون، وهو في الحقيقة هدف الحملة الرئيسي المسماة شريان الحياة، كنايةً عن حماية الطرقات وإعادة الحركة إليها. 

ركزت هذه الحملة على إبعاد خطر «داعش» عن السخنة تحديداً وتأمين محيطها، وإنهاء تواجد التنظيم في وادي الضبيات، وتأمين الطرق الرابطة بين الرصافة والسخنة، وتأمين الطريق من الرقة نحو السلمية، وتحديداً توسيع المنطقة الأمنة في محيط أثريا شرق حماة، ولن تظهر نتائج هذه الحملة بالمنظور القريب، وغالباً ستحد من خطورة هجمات «داعش» لفترة زمنية معينة، وقد تنجح بتحجيم نطاق هجماته ضد حقول الغاز ومنع تقدمه نحو ثكنات ونقاط الجيش الرئيسية في البادية، وتجفيف موارد التنظيم وتحييده عنها. 
كما تشارك طائرات مُسيرة روسية من طراز أورلان - 10 وفور بوست بالعمليات العسكرية، لجانب المقاتلات والقاذفات، ولازالت الحملة متواصلة حتى بداية يوليو وهدفها حاليا توسيع رقعة المناطق الأمنة في البادية وتعزيز حماية الطرقات الرئيسية. 





الأحد، 26 مايو 2024

مسودة نشاط تنظيم الدولة الإسلامية في الجزيرة السورية

تقرير لأحداث شهر مايو، يستعرض نشاط خلايا تنظيم الدولة الإسلامية في الجزيرة عسكرياً وميدانياً

زين العابدين العگيدي @Deirezzore

نفذَت خلايا تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» خلال شهر مايو (12) عملية في مناطق الجزيرة ضد «قسد» تبناها التنظيم جميعاً، وقتلَ وأصاب فيها (22) عنصراً من الميليشيا و(3) مدنيين ( مدنيان أثنان قُتلا وأصيب ثالث )، واعطب «داعش» (6) مركبات لــ قسد (4) آليات منها تدمرت خلال عملية تفجير مفخخة في بلدة الشحيل شرق دير الزور يوم (10) مايو، وهنا سرد للمناطق التي نفذ بها تنظيم الدولة هجمات ضد قسد : 

•نقطة بين بلدتي الدحلة وجديد بكارة
•حاجز في بلدة ذيبان شرق ديرالزور 
•نقطة في عظمان شمال ديرلزور
•سيارة بين بلدتي جديد عكيدات
•هجوم في جديد بكارة شرق ديرالزور
•هجوم في الحريجية شمال ديرالزور
•قرية الرغيب ( هجومين ) شرق ديرالزور
•الصبحة شرق ديرالزور
•الحوايج شرق ديرالزور
•بلدة الشحيل شرق دير الزور 
•الجلامدة غرب دير الزور 

مقارنةً بشهر أبريل المنصرم فقد أنخفضت نسبة الهجمات التي شنتها خلايا تنظيم الدولة لأقل من النصف، فقد شهد أبريل تبني «داعش» لــ 27 عملية ضد قسد كانت (19) منها في دير الزور، واللافت في مايو هو أنحصار هجمات «داعش» في دير الزور فقط، ويبدو أن الحملة الأمنية التي نفذتها ميليشيا «قسد» خلال الاسابيع الماضية في الحسڪة كان لها دور بهذا الإنخفاض، فلم تشهد المحافظة أي نشاط لداعش داخلها خلال مايو، فخلال أبريل نفذ «داعش» فيها (7) هجمات. 

وللتنويه شهد منتصف شهر أبريل حملة أعتقالات وعمليات ترحيل بحق النازحين داخل الحسڪة نفذتها ميليشيا «قسد» حيث اعتقلت وقتها  40+ شخصا من داخل حي غويران وحي حوش الباعر في مدينة الحسڪة، اغلبهم مدنيون ونازحون وبينهم أطفال بحسب شهود، كما قامت «قسد» بعمليات طرد واسعة للنازحين بالقامشلي والدرباسية من ابناء حلب وحماة وديرالزور بذريعة عدم وجود بطاقة وافد بحوزتهم. 

أخر العمليات الأمنية التي نفذتها ميليشيا «قسد» بإسناد من طيران التحالف كانت فجر اليوم الجمعة (31) مايو حيث داهمت قوة من YAT التابعة لقسد عدة منازل في قريتي أبو جرن والحنوة التابعة لناحية تل حميس في محافظة الحسكة وأعتقلت عدة اشخاص منها بتهمة الإرهاب، وللمصادفة في صباح اليوم نفسه استهدفت طائرة مسيرة تركية سيارة عسكرية لــ ميليشيا «قسد» في ذات القرية "الحنوة" التي حدثت فيها الاعتقالات وقُتل بالاستهداف (3) عناصر من قسد بحصيلة أولية 13:00 PM .

بعدها بساعات استهدف المسيّر التركي مقر عسكري لــ ميليشيا «قسد» في قرية "الحاتمية" على الطريق الواصل بين مدينتي القامشلي وعامودا بالحسكة، وقصفت المدفعية التركية موقعاً لقسد في قرية هرم شيخو غرب القامشلي. 
ومن الأحداث الهامة في دير الزور خلال مايو هو تفجير تنظيم الدولة الإسلامية لسيارة مفخخة في بلدة الشحيل حيث استهدفت حاجزاً لقسد، أخر عملية استخدام للمفخخات كانت في العشرين من شهر كانون الثاني / يناير 2022.

وشهد هذا الشهر إيضاً ازدياداً ملحوظاً بعمليات أبتزاز الأموال التي تنفذها خلايا تنظيم الدولة في دير الزور بحق المدنيين، حيث بلغ تعداد الهجمات التي طالت الرافضين لدفع الزكاة ( 7)  هجمات وهو ضعف عدد الحوادث في أبريل حيث كانت (3) هجمات، أخر الهجمات كانت أمس (30) مايو، حيث استهدفت خلايا «داعش» منزل المدني "سامي الغضبان أبو أيوب"، في مدينة البصيرة بريف ديرالزور الشرقي، وهو مستثمر نفط مع الإدارة الذاتية، في ذات السياق تتحدت مصادر محلية عن قيام عديد المزارعين بأرسال ( الزكاة ) لخلايا تنظيم الدولة بعد موسم الحبوب في الجزيرة في عدة مناطق من دير الزور. 

وتفرض خلايا تنظيم «داعش»،  الأتاوات على مستثمري النفط وعلى التجار وعلى أصحاب المحلات التجارية ومحلات الصرافة، ومن يأبى الدفع يتعرض للاستهداف المباشر من قبل عناصر التنظيم. 
كما أحرقت خلايا تنظيم «داعش»، بئرين للنفط في دير الزور خلايا مايو اخرها امس (30) مايو حيث احرقوا أحد أبار النفط في حقل "الصيجان" النفطي شمال ديرالزور.

 فيما بلغ عدد عمليات استهداف صهاريج النفط في مايو (3) هجمات من أصل (16) هجوماً نفذها «داعش» واستهدف صهاريج نفط وصهاريج تابعة لــ ميليشيا «قسد» في العام 2024، وكل العمليات في دير الزور. 

وكانت خلايا تنظيم «داعش»، قد عمّمت عبر بيانات ورقية علقوها في عدة مساجد ديرالزور، أن كل صهريج مُحمل بالنفط يخرج من دير الزور هو هدف لخلايا التنظيم، ونوهت على السائقين بضرورة ترك العمل مع ميليشيا «قسد» وبالذات مع القيادي محمد الضبع "مسؤول نقل وترفيق النفط" في «قسد».

الضبع قيادي في منظومة قسد وأسمه "محمد الرمضان" الملقب بــ "الضبع" من ابناء بلدة الشحيل ومن قبيلة العگيدات، هو أحد أكبر رموز الفساد وخصوصا في قطاع النفط فهو مُشرف على أمن الآبار، وكون ثروة ضخمة خلال السنوات الماضية عبر صفقات ورشاوى وعمليات ݪبتزاز وسرقات عبر اعطاء عقود استثمار لمتعهدي الآبار وغيرها، اعتقل التحالف "الضبع" في العام 2019 لأسباب تتعلق بضلوعه بتمويل تنظيم داعش، فالرجل يعتبر احد قياديي التنظيم السابقين حيث كانت تربطه علاقة بداعش ويوجد تنسيق بينهما حتى لا يتم استهداف صهاريج النفط التي تنقل النفط للقاطرجي من قبل خلايا التنظيم، لكن لم تدم مدة اعتقال الضبع أيام قليلة فقط حتى خرج بعدها عن طريق وساطات من كوادر وقيادات كبيرة المستوى من PKK، حيث دفع مبلغ مليار ليرة سورية أنذاك لأحد قياديي PKK مقابل اطلاق سراحه، وحتى عملية اعتقاله قيل انها كانت بسبب سرقات الرجل التي فاقت المليون دولار، ويبدو ان تمنع الرجل عن الدفع لداعش وضعه في قائمة الاستهداف عند التنظيم.

فيما يلي بيانات تنظيم الدولة الإسلامية التي تنظيم الدولة «داعش» تبنى العملية عبر معرفات رديفة له خلالها عملياته في مايو












تهديدات لسائقي صهاريج النفط وزعها تنظيم الدولة الإسلامية في دير الزور 

السبت، 25 مايو 2024

حصيلة أحداث شهر مايو في البادية

حصاد البادية الشامية في شهر مايو 2024 

𝒁𝒂𝒊𝒏 | 𒍣𒀭 | زين العابدين العكيدي 
@deirezzore 

شهدَ شهر مايو أنخفاضاً جزئياً بمعدل الهجمات التي شنها تنظيم الدولة «داعش» ضد قوات نظام الأسد وحلفائها في البادية الشاميةمقارنةً بالأشهر الأربعة الماضية، حيث نفذَ «داعش» (29) هجوماً منها (21) هجوماً مؤثراً ذو فاعلية"وهي الهجمات التي يسقط فيها قتلى من قوات النظام" والتي خسرت (62) قتيلاً ومُصاباً، منهم (48) قُتلوا واصيبوا بهجمات مسلحة للتنظيم، وهناك (14) قتلوا واصيبوا بعبوات ناسفة في البادية "يقف خلفها «داعش» غالباً"، لدينا كذلك هجومين في قلب مدينة الميادين شرق ديرالزور لم يتبناهما أحد، عدد قتلى العسكريين في البادية هو (40) قتلوا على يد تنظيم الدولة الإسلامية بهجمات مسلحة وعبوات ناسفة، ولدينا (22) مصاباً عسكرياً، كما تمكن «داعش» من إعطاب (3) مركبات لقوات النظام والميليشيات المتحالفة معها، ولدينا (8) قتلى مؤكدين من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية، هنا سرد لجميع أحداث شهر مايو المتعلقة بالبادية ومناطق سيطرة النظام في شرق سوريا: 

حصيلة هجمات تنظيم الدولة الإسلامية خلال مايو

أسوةً بالشهور الماضية لازالت محافظة حمص تتصدر من حيث كثافة نشاط تنظيم الدولة بــ ( 21 ) هجوماً نفذها التنظيم منها (14) هجوماً كبيراً ومؤثراً، تلتها الرقة بــ ( 4) هجمات، ثم حماة بهجومين (2)، والمفاجئة أن دير الزور تذيلت الترتيب هذا الشهر بــ هجومين أثنين (2)  فقط، لم يشهد مايو أي هجمات ضد مدنيين ويِعزى ذلك لإنتهاء موسم الكمأة، وعزوف المدنيين عن الخروج نحو البادية، كما لم يتم توثيق أي هجمات ضد رعاة الأغنام، كما غابت أحداث البادية عن المنصات الإعلامية للتنظيم في مايو. 

احصائية لعمليات تنظيم الدولة في المحافظات السورية

في محافظة حمص أستهلَ تنظيم الدولة «داعش» باكورة عملياته في شهر مايو بهجوم عنيف طال قوات نظام الأسد في شرق بلدة الكوم الواقعة شمال السخنة ببادية حمص، يوم 03 مايو هاجم عناصر التنظيم (3) نقاط لقوات النظام هناك وأسفر الهجوم عن مقتل +13 عنصراً مؤكدين، وبخصوص الأنباء التي تتحدث عن مقتل (17) عنصرا فهي غير حقيقية، غالبية القتلى من منتسبي ميليشيا «درع الأسد»، وميليشيا فاطميون، وشهد نفس اليوم (03) مايو غارات كثيفة للطيران الحربي الروسي طالت عدة كهوف في محيط السخنة، لازال تنظيم الدولة يدفع نحو محور بلدة الڪوم وبلدة الطيبة. 

صور لعدد من قتلى النظام بهجوم (3) مايو 

وفي يوم (07) مايو، شنت مجموعات من تنظيم الدولة هجوماً طال نقاط لــ ميليشيا لواء «القدس» شرق بلدة الڪوم، دارت إشتباڪات هناك دون ورود أنباء عن خسائر.

وشهد مساء يوم (11) مايو هجوماً لتنظيم الدولة استهدف نقاط مشتركة للجيش ( فرقة 18) مع ميليشيا «فاطميون» الأفغانية شرق بلدة الطيبة ببادية السخنة، تمكن التنظيم من الإستيلاء على محتويات نقطة عسكرية لقوات النظام هناك بعد فرار العناصر منها،" لازال محور السخنة هو الأكثر نشاطاً لتنظيم الدولة"، وفي ذات السياق في يوم (10) مايو جلبت قوات نظام الأسد دبابتين T62 لمحيط بلدة الڪوم من المحطة الثالثة (T3)، بالعادة استخدام الدبابات هنا من قبل قوات النظام يعتبر حدثاً نادراً لم يتكرر منذ 2021، ضغط تنظيم الدولة دفع النظام لتعزيز نقاطه هناك. 

في ذات اليوم (11) مايو شنت المقاتلات الروسية غارات جوية طالت تحركات لمجموعات من تنظيم الدولة «داعش» قرب حقل الضبيات، وشرق بلدة الڪوم. 



خريطة توضح الهجمات في بادية حمص

وفي يوم (12) مايو قُتل (5) عناصر من قوات نظام الأسد إثر إنفجار عبوة ناسفة بسيارة عسكرية (زيل)  كانوا يستقلونها شرق قرية البريج الواقعة في ناحية حسياء التابعة لمحافظة حمص والتي تقع على الطريق السريع بين حمص ودمشق، والقتلى من منتسبي الفرقة (26) دفاع جوي - هذه المنطقة لم تشهد مسبقاً أي تحركات للتنظيم هناك ووصوله لمثل هذا الموقع يعد خرق كبير في منظومة قوات نظام الأسد الأمنية. 

قرية البريج شرق حمص

نشاط تنظيم الدولة شرق حمص وشرق حماة

في يوم الــ (14) من مايو شنت مجموعات من تنظيم الدولة هجوماً كبيراً على نقاط لــ قوات نظام الأسد و ميليشيا الحرس الثوري الإيراني في باديتي حمص وبادية «الرصافة» جنوب الرقة، الهجوم الأكبر كان فجر يوم الثلاثاء 14 مايو، التنظيم هاجم نقاط لــ قوات النظام قرب قصر «الحير الشرقي» شرق السخنة، وقتلَ التنظيم 8+ عناصر أثنان من ميليشيا لواء «القدس» و (6) من ميليشيا «فاطميون» الأفغانية، واصيب +7 عناصر أخرون وأعطب داعش مركبتين للميليشيات بإستخدام قواذف RPG واستولى التنظيم كذلك على نقطة لــ ميليشيا لواء «القدس» بما فيها من عتاد ، وأمام ضغط التنظيم الكبير تدخل الطيران الحربي الروسي صباح يوم الأربعاء (15) مايو واستهدف تحركات لتنظيم الدولة هناك، الطيران الروسي دمرَ مركبة للتنظيم وقتل فيها (3) عناصر، بعدها بساعات جلبت قوات نظام الأسد تعزيزات من ميليشيا «درع الأسد»، والأمن العسكري الفرع (221)، إضافة لــ تعزيزات مكونة من الفيلق الخامس والفرقة (26) جائت من محاور السخنة لمناطق الإشتباك، هذا الهجوم جاء متزامناً مع هجوم أخر للتنظيم في بادية «الرصافة» حيث هاجم «داعش» نقاط لقوات الحرس الجمهوري جنوب منطقة رحوم وشرق زملة الشرقية ( لم ترد بيانات عن خسائر هناك ) الطيران الروسي استهدف تحركات لداعش في تلك المنطقة أيضاً (15) مايو. 

خريطة توضح محاور هجوم يومي 14 و 15 مايو

ميليشيا لواء «القدس» نعت عنصرين من قواتها هما : عمر الهربك وأحمد العثمان. 

نعوة ميليشيا لواء «القدس»  14 مايو

في يوم الــ 16 من مايو، توجهت تعزيزات كبيرة لــ قوات نظام الأسد غالبيتها مكونة من الفرقة (25) مهام خاصة، والفرقة الرابعة، و ميليشيا الحرس الثوري وتوجهت لبادية «الرصافة» جنوب الرقة ومنطقة السخنة لتأمين محيط السُخنة والضبيات وتأمين طريق سلمية - الرصافة، العملية كانت غايتها تعزيز نقاط الجيش هناك، منذ عام 2022 لم تقم قوات نظام الأسد بأي عملية توغل كبيرة في عمق البادية. 
شهد يوم الــ (18) من مايو، هجوماً لتنظيم الدولة «داعش» على نقاط لــ ميليشيا لواء «القدس» غرب السُخنة، هناك قتيل واحد من الميليشيا يُدعى "مازن علي اسمندر"  ينحدر من ريف اللاذقية وبالتحديد من قرية الزهيريات. 

صورة الجندي القتيل مازن أسمندر

في يوم (19) مايو هجوم لافت ونادر لتنظيم الدولة استهدف فيه حامية قوات النظام "ميليشيا «درع الأسد»، " في حقل زملة المهر (2) الواقع شمال غرب تدمر، مجموعات من «داعش» تسللت لنقاط الميليشيا هناك حيث دارت إشتباڪات عند الفجر، وقتل التنظيم عنصراً وأصاب (3) عناصر أخرين، الهجوم مبدئيا يقع في منطقة تعتبر حصينة للنظام، في (24) مارس الماضي من العام الجاري هاجم «داعش» حقل جَحار النفطي القريب من المهر وقتل عنصرين حينها بعد أسرهما قرب جحار، اللافت أن «داعش» بات يتوغل أكثر غرب تدمر وهي مناطق نادر تواجد «داعش» فيها، وللمعلومة أسم الجندي القتيل هو ‏"غدير كاسر منصور".

صورة للجندي غدير منصور الذي قتله التنظيم في المهر

في يوم (20) مايو الأثنين، هجوم لــ تنظيم الدولة «داعش» يطال نقاط قوات نظام الأسد قرب «محمية التليلة»، التنظيم تمكن من أسر عنصر من قوات النظام، وقتل (3) جنود آخرين من مرتبات الفرقة (25) مهام خاصة التابعة لــ الجيش، عُرف من القتلى كلا من العقيد عبدو السلات والملازم محمد خالد حداد واصيب (4) عناصر آخرون، الطيران الروسي استهدف بنفس اليوم بعدة غارات جوية المنطقة الواقعة جنوب محمية التليلة بالبادية وشرق الضبيات والتي شهدت تحركات للتنظيم هناك. 

صور الجنود القتلى في محمية التليلة

 في يوم (20) مايو نفذت مجموعات من جيش النظام وميليشيا «فاطميون» الأفغانية عملية تمشيط جزئية شرق آراك وشمال الگدير، عناصر من ميليشيا «فاطميون»  سمموا بئراً للمياة هناك يقع قرب الگدير، كما ردم عناصر من الفرقة (25) عدة آبار نفطية صغيرة مهجورة قرب آراك وأحرقوها، هناك شكوك أن التنظيم يستغل هذه الآبار ويستفيد منها.  

في يوم 22 مايو أعدمت مجموعة من ميليشيا «فاطميون» الأفغانية (5) عناصر من تنظيم الدولة «داعش» كانوا قد آسروهم في وقت سابق بداية العام الجاري قرب حقل آراك للغاز شرق حمص، العملية إنتقامية واعتيادية في البادية وتتكرر دوماً هكذا ممارسات. 

في يوم الخميس (23) مايو، هاجم تنظيم الدولة الإسلامية نقاط لجيش النظام شمال حقل آراك للغاز وقُتل بالهجوم جندي يدعى "جعفر محمد شحادة"، الهجوم جاء بعد أيام قليلة من تنفيذ قوات النظام لعملية تمشيط جزئية قرب آراك. 

صورة نعوة الجندي جعفر شحادة الذي قُتل في آراك

وفي يوم الثلاثاء (28) مايو، هاجمت مجموعة من تنظيم الدولة الإسلامية موقعاً لجيش النظام غرب حقل آراك للغاز في بادية تدمر، أسفر الهجوم عن مقتل جندي من جيش النظام من مرتبات «الحرس الجمهوري»، كما واصل جيش النظام جلب تعزيزات عسكرية لمناطق السخنة وحقلي الضبيات وآراك للغاز، التعزيزات العسكرية لازالت تتوافد للمنطقة منذ تاريخ 20 مايو.  

• في يوم 29 مايو، أُصيبَ ثلاثة ضباط من جيش النظام، من مرتبات الفرقة (25) مهام خاصة على طريق التليلة - T3 وذلك بإنفجار عبوة ناسفة كانت مزروعة على طريق عسكري ترابي، هناك ضابط منهم إصابته خطيرة، كانوا ضمن رتل عسكري متوجه للمحطة الثالثة T3، والمصابون هم :
1- الرائد سمير محمد الأسعد 
2-  محسن بدور
3-  أسعد الأبير

صور الضباط الثلاثة المصابون

في الرقة لازالت بادية «الرصافة» جنوب الرقة تُحافظ على نفس الوتيرة من حيث نشاط تنظيم الدولة الإسلامية فيها، في بداية شهر مايو شن التنظيم هجومين متتالين في الرصافة، الأول حصل في يوم الــ 02 مايو، طال نقاط لــ ميليشيا الدفاع الوطني في بادية السبخة، قُتل وأصيب عنصرين (X2)، ثم تلاها في يوم الــ 03 مايو، مقتل وإصابة (4) من عناصر قوات النظام من مرتبات الحرس الجمهوري، وذلك بإنفجار عبوة ناسفة على طريق الطبقة - سلمية غربي الرقة أثناء عبور مركبة عسكرية للجيش ، هناك قتيل واحد مؤكد اسمه "مصطفى باشوري" واصيب (3) عناصر آخرين. 
في يوم 04 مايو مدينة الطبقة غربي الرقة عُقد اجتماع بين ضباط روس وبين قيادات من ميليشيا قسد (SDF)، وبحسب مصادر أولية فالغرض من الأجتماع هو الضغط على قسد من أجل زيادة نقاطها العسكرية جنوب منطقة "أبو عاصي" الواقعة غرب الطبقة، حيث تواترت أنباء عن عمليات عبور يقوم بها عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية ومتعاطفين مع التنظيم من هذه المنطقة ويتوجهون منها نحو بادية «الرصافة» جنوب الرقة، قوات نظام الأسد يبدو أنها لاتستطيع وحدها ضبط هذه المنطقة الشاسعة والتي تعتبر فعلياً من منافذ عبور عناصر التنظيم من وإلى الجزيرة ( شرق نهر الفرات).

نشاط تنظيم الدولة الإسلامية في بادية الرقة

يوم 11 مايو، في بادية السَبخة جنوب الرقة قُتل عنصر من مرتبات الفرقة الرابعة واصيب أخر جراء إنفـجار لغم أرضي به أثناء محاولتهما سحب جثة جندي ثالث كان فُقد منذ أيام في الموقع. 
 وفي يوم (15) مايو، هاجم تنظيم الدولة نقاط لقوات النظام - الحرس الجمهوري جنوب منطقة رحوم وشرق قرية زملة الشرقية ( لم ترد بيانات عن خسائر هناك ) الطيران الروسي استهدف تحركات لداعش في تلك المنطقة، هذا الهجوم كان متزامناً مع هجمات الحير الشرقي في ذات اليوم. 

بتاريخ 28 مايو عثرت وحدات من قوات الحرس الجمهوري التابعة للنظام على نفق كبير في بادية «الرصافة» جنوب الرقة، وبالتحديد في بادية السبخة النفق مجهز ومُدعم بشكل جيد، وهو عبارة عن «مشفى ميداني» يستخدمه عناصر تنظيم الدولة الإسلامية ومزود بمعدات طبية، قامت قوات نظام الأسد بنسفهِ وتدميره، تم العثور عليه بمساعدة طائرات مُسيرة روسية، هناك عمليات تأمين بطيئة لنقاط وثكنات قوات نظام الأسد في البادية بدأت في النصف الأخير من مايو. 

وللتنويه تشهد مناطق بادية الرصافة والسخنة تحليقاً كثيفاً للطيران المُسير الروسي منذ فجر يوم 27 مايو، القوات الروسية أدخلت المسيرات بشكل كثيف هذه المرة بعد سلسلة هجمات ضخمة شنها مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية استهدفت قوات نظام الأسد و ميليشيا الحرس الثوري الإيراني في محاور السخنة ومحيطها، وأخر مرة حسب ما أتذكر فقد استخدمت روسيا المُسيرات بهذه الكثافة في شهر مارس 2023 كإسناد لــ ميليشيا «Wagner PMC » فاغنر وقتها، الطيران المسير يستخدم في البادية عبر عناصر ميليشيا الحرس الثوري الإيراني وبالذات ميليشيا «فاطميون» الأفغانية و ميليشيا «حزب اللٌه» لكن طائرات صغيرة، جميع وحدات ميليشيا «فاطميون» الأفغانية تمتلك طائرات مُسيرة صغيرة. 

 في بادية حماة كان هذا الشهر مايو هو الأقل بنشاط تنظيم الدولة الإسلامية مقارنة بما سبق من شهور خلال العام الجاري 2024، في يوم 03 مايو، قتل جندي من ميليشيا الدفاع الوطني بهجوم لتنظيم الدولة شرق سلمية

صورة للجندي القتيل شرق حماة

وفي يوم 11 مايو، فوج النيرب التابع لميليشيا الحرس الثوري الإيراني يُرسل تعزيزات له نحو جنوب منطقة "إثريا" (بادية حماة) وشمال "توينان" ببادية حمص، العناصر ينتسبون لــ كتيبة الشهيد خليل زكريا،
هناك توجس من نشاط «داعش» الكبير هناك، التنظيم بات يصل لنقاط قريبة من محور توينان - سلمية، في مارس الماضي وصلت حشود من ميليشيا «حزب اللٌه» ومن ذات الفوج لــ تأمين وتعزيز النقاط شرق إثريا، هذه المنطقة تنتشر فيها وحدات من ميليشيا «حزب اللٌه».
وشهد يوما الــ 23 و الــ 24 من مايو الجاري مناوشات متقطعة بين مجموعات من «داعش» ومجموعات من قوات نظام الأسد قرب الدويزين شرق حماة، ولاتفاصيل عن خسائر. 

في دير الزور أنخفضَ معدل نشاط تنظيم الدولة الإسلامية توازياً مع بقية المناطق هذا الشهر "مايو" حيث نفذ التنظيم هجومين فقط في بادية دير الزور الهجوم الأول كان في يوم الــ (03) مايو، حيث قُـتل عنصر من قوات نظام الأسد يُدعى ″ياسر أحمد الأرناؤوط″ بهجـوم لــ تنظيم الدولة شمال «الشولا» في بادية ديرالزور الجنوبية.

صورة الجندي القتيل قرب الشولا

ثم وقع هجوم أخر يوم (20) مايو، تنظيم الدولة استهدف نقاط لجيش النظام غرب دير الزور في نواحي جبل البشري ببادية الطريف، هناك قتيل واحد ومصابين أثنين من جيش النظام من مرتبات الفرقة (17).

خريطة توضح نشاط تنظيم الدولة في ديرالزور 

في قلب مدينة الميادين شرق دير الزور يوم 03 مايو، نفذَ مجهولون هجوماً استهدف عنصرا من ميليشيا الدفاع الوطني يدعى "معاذ مختار السعران" وهو شقيق قيادي محلي في ميليشيا الحرس الثوري الإيراني، وذلك في شارع الأربعين بالميادين، حيث اصيب بساقهِ، هذه أول عملية استهداف لعناصر النظام في الميادين خلال مايو. 

صورة معاذ السعران تم استهدافه من قبل مجهولين

لاحقاً في يوم الــ (18) مايو، في مدينة الميادين أعتقلت مخابرات النظام مجموعة مؤلفة من (4) أشخاص في «حي التمّو»، ثلاثة منهم عسكريين ومن بينهم شخص يبلغ من العمر (19) سنة، المجموعة مُتهمة بتنفيذ عمليات إغتيال داخل الميادين تستهدف عسكريين، ويتزعمها شخص أسمه "دحام علي العماش" وهو منتسب لــ ميليشيا الدفاع الوطني وعاد للميادين في أواخر العام 2022 بعد قيامه بعملية تسوية ومصالحة مع النظام، وكان سابقاً عنصراً في تنظيم الدولة الإسلامية، الرجل كان متهماً بإغتيال عنصر في ميليشيا الدفاع الوطني في بداية العام الحالي يوم (24) فبراير 2024 قرب سوق الخضار بالميادين ويدعى العنصر الذي قُتل أنذاك "سليمان حميد الفرج"، المجموعة المقبوض عليها يُرجح انتمائها لــ تنظيم الدولة، وتم القبض عليهم بعد مراقبة تحركاتهم. 

في ساعة متأخرة من مساء يوم الأحد (26) مايو، قام مجهولون يستقلون دراجة نارية برمي قنبلة يدوية على سيارة "رباعية الدفع" لعناصر ميليشيا الدفاع الوطني NDF واصيب بالهجوم (3) عناصر كانوا في السيارة، عُرف منهم "قدور الضويحي" الهجوم حصل في الشارع العام، "لم تتبنى أي جهة المسؤولية عن الهجوم"، وتشهد مدينة الميادين عمليات إغتيال واستهداف متواصلة تطال عناصر قوات نظام الأسد والمتعاملين معه، جزء يتبناها تنظيم الدولة الإسلامية وجزء أخر يُسجل بتوقيع مجهولين. 

هجومان في مدينة الميادين شرق دير الزور خلال مايو 2024

في أواخر أبريل الماضي هاجم مسلحون مجهولون دورية للأمن وسط الميادين، كما أنتشرت منشورات موسومة بختم تنظيم الدولة «داعش» تُهدد كل المتعاونين مع النظام في المدينة.
وللتنويه بأحتساب هذه العملية لدينا (14) هجوماً في داخل الحزام الحضري في مناطق سيطرة نظام الأسد خلال العام الجاري 2024 في محافظات الحسكة والرقة وديرالزور ، تبنى تنظيم الدولة الإسلامية (4) عمليات منها، واحدة في ريف مدينة «القامشلي» بمحافظة الحسڪة، وواحدة في بلدة «معدان» جنوب الرقة، وأثنان في الميادين شرق دير الزور، بينما بقيت (10) هجمات بتوقيع مجهولين وجميعها في ديرالزور، أثنان في بلدة «الشميطية» وواحدة قرب بلدة التبني غرب دير الزور، وبقية الهجمات كانت في داخل مدينة الميادين، هناك نشاط لافت لخلايا «داعش» في ديرالزور ، عملية التسويات والمصالحة التي قامت بها قيادة النظام اواخر 2021 وبداية العام 2022 ساهمت في عودة العشرات من المطلوبين لمناطق النظام، ومن بينهم مقاتلون سابقون في تنظيم الدولة الإسلامية ويبدو أن هؤلاء يستفيدون من هذه العودة، "سيكون لي تقرير قادم ومفصل عن عمل خلايا تنظيم الدولة «داعش»، في شرق سوريا ضد قوات نظام الأسد في داخل المدن"، وللتنويه كانت مخابرات النظام والأجهزة الأمنية المرتبطة بــ ميليشيا الحرس الثوري الإيراني قد اعتقلت في نهاية العام الماضي وبداية العام الجاري 2024 أكثر من +80 شخصاً غالبيتهم عسكريون والتهمة هي التعامل مع تنظيم الدولة الإسلامية وإسرائيل والتحالف الدولي، هناك خرق أمني كبير داخل منظومة النظام الأمنية. 
 
  بتاريخ (06) مايو، حدث أستنفار لنقاط ميليشيا الحرس الثوري الإيراني في بادية البوڪمال شرق دير الزور، الأستنفار جاء بعد رصد تحركات لــ تنظيم الدولة الإسلامية في بادية «معيزيلة» مجموعة من عناصر التنظيم كانوا على دراجات نارية وأقتربوا مسافة (2) ڪم من نقاط عناصر ميليشيا «حزب اللٌه» والذين استهدفوا عناصر التنظيم، بعدها بوقت قصير أرسلت نقاط قريبة من ميليشيا «فاطميون» الأفغانية طائرات مسيرة صغيرة "Drone" للإستطلاع، وللتنويه شهدت هذه المنطقة في شهر أبريل الماضي يوم (07) أبريل، مقتل ثلاث عناصر من منتسبي ميليشيا الحرس الثوري الإيراني، بهجوم لــ تنظيم الدولة طال نقطة لهم في "منطقة معيزيلة"، طبيعة هذه المنطقة الجغرافية تساعد في تخفي عناصر «داعش».

تحركات تنظيم الدولة الإسلامية في "معيزيلة"

خلال شهر مايو حافظ الطيران الروسي الحربي مع طيران النظام على تواجدهما في سماء البادية، ولولا تدخلات الطيران المتواصلة لكانت قوات نظام الأسد في مأزق، الغارات الروسية قتلت في مايو (3) عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية ودمرت مركبة رباعية الدفع ودراجة نارية للتنظيم، كما اعدمت ميليشيا «فاطميون» الأفغانية (5) عناصر من داعش كانوا أسرى لديهم قرب حقل آراك، كان إنسحاب ميليشيا «Wagner PMC » فاغنر الروسية، من البادية الحدث الأبرز في تنامي نشاط «داعش» هناك، لحد اليوم جميع بدائل النظام فاشلة في تغطية مكان فاغنر، تواردت أنباء كذلك في بداية مايو عن رفض قوات «الغيث» التابعة للفرقة الرابعة التمركز في السخنة، لازالت هناك مجموعات من الغيث في دير الزور ولم تقم بأي نشاط يذكر خلال مايو. 

- للتنويه قالت وسائل إعلامية سورية معارضة أن +20 عنصراً من ميليشيا لواء «القدس» قتلوا بهجوم لتنظيم الدولة يوم (17) مايو، الخبر غير حقيقي وغير دقيق، ففي ذلك اليوم 17 مايو، شيع لواء القدس 18 جثماناً لمقاتلين من قواته كانوا قد قتلوا في 18 أبريل الماضي بهجوم لتنظيم الدولة قرب بلدة الطيبة شمال السخنة لم هؤلاء القتلى قد قتلوا بهجوم حديث في ذاك اليوم 17 مايو، الجثث كانت في المشفى العسكري بحمص ومتفحمة، وبعد أجراء فحص DNA تم تشييعهم وتسليم الجثامين لذويهم. 

صور للجنود القتلى الذين تم تشييعهم في 18 مايو، والذين قتلوا في 18 أبريل الماضي

نعوة لــ ميليشيا لواء «القدس» بتاريخ 18 أبريل لــ 21 عنصراً قتلهم «داعش» 

في يوم 23 مايو، في مدينة دير الزور بمنطقة الفيلات نشب اشتباك مسلح بين عناصر من ميليشيا لواء «القدس» وعناصر من ميليشيا الدفاع الوطني، أساس المشكلة خلاف شخصي بين عناصر من الميليشتين، دوريات للأمن العسكري وصلت للمكان.
هذا الصدام بين ميليشيات النظام مع بعضها البعض هو الــ 36 من نوعه خلال العام 2024 في دير الزور فقط، أخرها اشتباك في حي الجورة بمدينة دير الزور 19 مايو، بين قوة مشتركة للأمن العسكري ومن الشرطة العسكرية من جهة مع عناصر من ميليشيا أسود الشرقية من جهة ثانية. 
هناك وسائل إعلامية سورية معارضة بالغت في الخبر وبعضها لمح أن الهجوم نفذه مجهولون، في الحقيقة كان صدام بين ميليشيات النظام مع بعضها البعض وهو شئ يحدث بأستمرار في دير الزور




أنتهى. 

حصاد البادية الشامية في شهر يونيو 2024

هذا التقرير يغطي شهر يونيو 2024 𝒁𝒂𝒊𝒏 | 𒍣𒀭 | زين العابدين العكيدي  @deirezzore  واصل نشاط تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» بذات المعدل الو...